[29] الصاحب أبو القاسم، إسماعيل بن أبي الحسن
  فقال:
  ثوى الجود والكافي معا في حفيرة ... فقلت: ليأنس كل منهما بأخيه
  فقال: هما اصطحبا حيّين ثم تعانقا ... فقلت: ضجيعين في لحد بباب دريه
  فقال: إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم ... فقلت: أقاما إلى يوم القيامة فيه
  وتوفي فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه مخدوم الصاحب في شعبان سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. وكان آل بويه جميعهم شيعة رحمهم اللّه تعالى.
  وكان فخر الدولة ملك الأهواز وبلاد الجبال المعروفة بعراق العجم.
  وكان الصاحب فارسي الأصل من الطالقان، بالطاء المهملة، وبعد الألف واللام المفتوحة قاف ثم ألف ثم نون، اسم مدينتين أحدهما بعمل قزوين، والأخرى بخراسان، والصاحب من الأولى.
  وكان مع فارسيته يبغض الشعوبية الذين يفضلون العجم على العرب.
  والريّ: بفتح الراء وتشديد الياء المثناة من تحت، مدينة مشهورة من بلاد الجبال.
  ومن صنائع الصاحب بن عبّاد ومن هو على مذهبه أبو القاسم غانم بن [أبي] العلاء(١) صاحب المنام المذكور، وشعره لطيف، فهو نسيم إلّا أنه غير ضعيف، ومن شعره [من مجزوء الرجز]:
  أصبحت صبّا دنفا ... بين عناء وكمد
  أعوذ من شر الهوى ... ب: (قل هو اللّه أحد)(٢)
  ومن شعره أيضا [من الكامل]:
  المستغاث من الهوى باللّه ... من شادن فتن الورى تيّاه
(١) ترجمته في يتيمة الدهر ٣/ ٣٢٠ - ٣٢١.
(٢) يتيمة الدهر ٣/ ٣٢٠.