نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع

صفحة 368 - الجزء 1

  أبي حفصة: من السيد بعد موته وأنا أحفظ شعره وشعر بشّار، فأنشدته من قصيدة السيد المذّهبة التي أوّلها:

  هلّا وقفت على المكان المعشب ... بين الضويلع واللوى من كبكب

  أين التطرّب بالولاء وبالهوى ... نحو الكواذب من بروق الخلب

  أإلى أمية أم إلى شيع التي ... جاءت على الجمل الخدب الشوقب؟

  حتى أتى على آخرها، فقال مروان: ما سمعت قط شعرا أفيض وأغزر معاني وأفصح وأقوى من هذا.

  قلت: وقد شرح هذه القصيدة أبو القاسم المرتضى لجودتها وما اشتملت عليه من الغريب، وهي:

  هلّا وقفت على المكان المعشب ... بين الطويلع فاللوى من كبكب⁣(⁣١)

  فنجاد توضح فالنضائد فالشظا ... فرياض سنحة فالنقا من جونب⁣(⁣٢)

  طال الثواء على منازل أقفرت ... من بعد هند والرباب وزينب

  أدم حللن بها وهنّ أوانس ... كالعين ترعى في مسالك اهضب⁣(⁣٣)

  يضحكن من طرب بهن تبسما ... عن كل أبيض ذي غروب أشنب⁣(⁣٤)


= المستعين. كان خليعا ماجنا، متفننا في الشعر، له معان مبتكرة، قيل إن أبا نواس كان يأخذها عنه. توفي سنة ٢٥٠ هـ.

ترجمته في: الأغاني ٧/ ١٤٣، الكنى والألقاب ٢/ ٢٠٠، تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٢/ ٩١، وفيات الأعيان ١/ ٤٢٤، شذرات الذهب ٢/ ١٢٣، وفيه أنه توفي سنة ٢٥١، تاريخ بغداد ٨/ ٥٤، طبقات ابن المعتز / ٢٦٨، معجم الأدباء ١٠/ ٥، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان ٢/ ٢٠، حديث الأربعاء ٢/ ١٧٣، أنوار الربيع ٤ / هـ ٦٠.

(١) الطويلع: ماء واللوى: رمل ملتو، وكبكب: جبل بعرفات.

(٢) النجاد: جمع نجد وهو ما أشرف من الأرض، وتوضح بضم التاء وكسر الضاد: مكان، والنضائد جمع نضيدة وليس في كتب اللغة ولا معجم البلدان مكان يسمى بالنضائد. وإنما قالوا الأنضاد من الجبال جنادل بعضها فوق بعض. والنضاد جبل. فيمكن أراد بالنضائد الجبال التي فيها حجارة منضدة، والشظا: واد، وسنحة: موضع، النقا: قطعة رمل محدودبة، وجونب موضع.

(٣) الأدم: الظباء البيض فيها طرائق تضرب إلى السواد أو الحمرة و (العين) بكسر العين بقر الوحش، وأهضب: جمع هضبة وهي ما علا من الأرض.

(٤) الغروب: بالضم جمع غرب وهو الريق، والاشنب: البارد.