نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع

صفحة 374 - الجزء 1

  حتى إذا طلع الشميط كأنه ... في الليل صفحة خدّ أدهم مغرب⁣(⁣١)

  ثاروا لأخذ أخي الفراش فصادفت ... غير الذي طلبت أكفّ الخيب

  فوقاه بادرة الحتوف بنفسه ... حذرا عليه من العدو المجلب

  حتى تغيب عنهم في مدخل ... صلى عليه اللّه من متغيب

  وجزاه خير جزاء مرسل أمة ... أدّى رسالته ولم يتهيّب

  قالوا اطلبوه فوجهوا من راكب ... في مبتغاه وطالب لم يركب⁣(⁣٢)


= واللّه ø يباهي بك الملائكة فأنزل اللّه تعالى (ومن الناس - الآية).

وذكر ابن الأثير في أسد الغابة ٤: ٢٥ والشبلنجي في نور الأبصار ٧٨ نفس الخبر المتقدم مع فوارق لفظية بسيطة.

وجاء في احتجاج المأمون على الفقهاء (أن اللّه تبارك وتعالى أمر رسوله أن يأمر عليا بالنوم على فراشه وأن يقي رسول اللّه ÷ [بكى عليّ # فقال له الرسول ÷]: ما يبكيك يا علي؟ أجزعا من الموت؟

قال: لا والذي بعثك بالحق يا رسول اللّه ولكن خوفا عليك. أفتسلم يا رسول اللّه؟ قال نعم. قال:

سمعا وطاعة وطيبة نفسي بالفداء يا رسول اللّه. ثم أتى مضجعه واضطجع وتسجى بثوبه. وجاء المشركون من قريش فخفوا به لا يشكون أنه رسول اللّه ÷. وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قريش رجل ضربة بالسيف لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطنا بدمه. وعلي يسمع ما القوم فيه من تلف نفسه. ولم يدعه ذلك الجزع كما جزع صاحبه في الغار. ولم يزل علي صابرا محتسبا).

(العقد الفريد ٥: ٩٩).

(١) الشميط: الصبح. لاختلاط بياضه بباقي ظلمة الليل. وكل خيطين فهما شميط، والمغرب: من الخيل:

الذي تتسع غرته في وجهه حتى تجاوز عينيه كما في تاج العروس. وفي الصحاح المغرب: ما أبيض اشفاره من كل شيء. وقال السيد المرتضى في شرحه للقصيدة (المغرب): هو الذي ابيضت أشفار عينيه.

(٢) في هذا البيت وما بعده من الأبيات إلى رقم (٦٨) صور الشاعر أوضح تصوير خروج النبي ÷ من مكة المكرمة بعد أن تآمرت قريش على قتله والتجائه إلى غار ثور (وثور: جبل بأسفل مكة):

لقد أقض اختفاء النبي ÷ على هذه الشاكلة مضاجع قريش. فأعلن زعماؤها عن جائزة مقدارها مئة ناقة لمن يرده عليهم. فراح الذين استهوتهم هذه الجائزة الكبيرة يجدون في طلبه حتى أوصلهم أثره إلى غار ثور. فوقفوا عنده حائرين لأنهم وجدوا نسج العنكبوت على مدخل الغار ووجدوا حمامتين واقفتين على فم الغار. فقال أحدهم: وقوف الحمامتين دليل على أن ليس في الغار أحد. وقال آخر إن على فم الغار من نسج العنكبوت ما هو قبل ميلاد محمد ثم انصرفوا.

قال أبو بكر ¥: نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت يا رسول اللّه لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا. فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللّه ثالثهما؟

ومكث النبي ÷ في الغار ثلاث ليال. وبعد أن تيقن من انقطاع الطلب خرج ÷ ليلة الاثنين لأربع خلون من شهر ربيع الأول فوجد عبد اللّه بن الأريقط وكان على موعد معه قد أحضر لهما راحلتين وبعيرا له. فركبوها وتوجهوا إلى المدينة المنورة.

نهاية الأرب ١٦: ٣٣١ وسيرة ابن هشام ٢: ٩٩). =