[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  تهتز في يمنى يدي متعرض ... للموت أروع في الكريهة محرب(١)
  في فيلق فيه السوابغ والقنا ... والبيض تلمع كالحريق الملهب
  والمشرفية في الأكفّ كأنها ... لمع البروق بعارض متلجب
  وذوو البصائر فوق كل مقلص ... نهد المراكل ذي سبيب سلهب(٢)
  حتى إذا دنت الأسنة منهم ... ورموا فنالهم سهام المقنب(٣)
  شدّوا عليه ليرجلوه فردهم ... عنه بأسمر مستقيم الثعلب(٤)
  ومضى فاقبل مرحب متذمرا ... بالسيف يخطر كالهزبر المغضب(٥)
  فتخالسا مهج النفوس فاقلعا ... عن جري أحمر سائل من مرحب
  فهوى بمختلف القنا متجدلا ... ودم الجبين بخده المتترّب(٦)
  أجلى فوارسه وأجلى رجله ... عن مقعص بدمائه متخضب(٧)
  فكأنّ زوّره العواكف حوله ... من بين خامعة ونسر أهدب(٨)
  شعث لعافطة دعوا لوليمة ... أو ياسرون تخالسوا في منهب(٩)
(١) المحرب: الحسن البلاء في الحرب.
(٢) المقلص بكسر اللام وتشديده: مأخوذ من التشمير في الثياب. ووصف الفرس بذلك لتشمر لحمه وارتفاعه عن قوائمه، نهد المراكل: أي كثير لحم المراكل وهي مواضع ركل الفارس برجله، السبيب: والسبيبه خصلة شعر الناصية، السلهب: الطويل.
(٣) المقنب كمنبر: جماعة الخيل إذا أغارت وليست بالكثيرة.
(٤) ليرجلوه: أي ليحطوه عن فرسه ويجعلوه راجلا، الأسمر: الرمح، والثعلب: طرف الرمح الداخل في السنان.
(٥) متذمرا. من ذمر الأسد: زأر، يخطر: يمشي برمحه بين الصفين كما يخطر الفحل. ويقال خطر الفحل بذنبه عند الصيال كأنه يتهدد، الهزبر: الأسد.
(٦) مختلف القنا: الموضع الذي تختلف فيه جهات الطعن، متجدلا: ملقى على الجدالة وهي الأرض السهلة.
(٧) أجلى: انكشف، وفوارسه، ورجله: أي الفرسان والرجالة، المقعص: المقتول. يقال مات قعصا: إذا أصابته ضربة أو رمية فمات في مكانه.
(٨) العواكف: من العكوف وهو طول المقام، الخامعة: الخمع لأنها تتخمع في مشيتها والخمع والخماع: العرج، الأهدب: كثير أشفار العين. قال المرتضى |: وإنما وصفه بأنه أهدب لسبوغ ريشه ولحوقه بالأرض.
(٩) شعث: بعيدي العهد بالدهن، لعافطة: جمع لعفط: النهم الشره، الياسرون: جمع ياسر هو الضارب بالقداح والمقامر على الجزور، تخالسوا: خلس بعضهم بعضا أي أخذه خلسة وغفلة وذلك شأن المتقامرين، المنهب: موضع النهب.