نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع

صفحة 378 - الجزء 1

  تهتز في يمنى يدي متعرض ... للموت أروع في الكريهة محرب⁣(⁣١)

  في فيلق فيه السوابغ والقنا ... والبيض تلمع كالحريق الملهب

  والمشرفية في الأكفّ كأنها ... لمع البروق بعارض متلجب

  وذوو البصائر فوق كل مقلص ... نهد المراكل ذي سبيب سلهب⁣(⁣٢)

  حتى إذا دنت الأسنة منهم ... ورموا فنالهم سهام المقنب⁣(⁣٣)

  شدّوا عليه ليرجلوه فردهم ... عنه بأسمر مستقيم الثعلب⁣(⁣٤)

  ومضى فاقبل مرحب متذمرا ... بالسيف يخطر كالهزبر المغضب⁣(⁣٥)

  فتخالسا مهج النفوس فاقلعا ... عن جري أحمر سائل من مرحب

  فهوى بمختلف القنا متجدلا ... ودم الجبين بخده المتترّب⁣(⁣٦)

  أجلى فوارسه وأجلى رجله ... عن مقعص بدمائه متخضب⁣(⁣٧)

  فكأنّ زوّره العواكف حوله ... من بين خامعة ونسر أهدب⁣(⁣٨)

  شعث لعافطة دعوا لوليمة ... أو ياسرون تخالسوا في منهب⁣(⁣٩)


(١) المحرب: الحسن البلاء في الحرب.

(٢) المقلص بكسر اللام وتشديده: مأخوذ من التشمير في الثياب. ووصف الفرس بذلك لتشمر لحمه وارتفاعه عن قوائمه، نهد المراكل: أي كثير لحم المراكل وهي مواضع ركل الفارس برجله، السبيب: والسبيبه خصلة شعر الناصية، السلهب: الطويل.

(٣) المقنب كمنبر: جماعة الخيل إذا أغارت وليست بالكثيرة.

(٤) ليرجلوه: أي ليحطوه عن فرسه ويجعلوه راجلا، الأسمر: الرمح، والثعلب: طرف الرمح الداخل في السنان.

(٥) متذمرا. من ذمر الأسد: زأر، يخطر: يمشي برمحه بين الصفين كما يخطر الفحل. ويقال خطر الفحل بذنبه عند الصيال كأنه يتهدد، الهزبر: الأسد.

(٦) مختلف القنا: الموضع الذي تختلف فيه جهات الطعن، متجدلا: ملقى على الجدالة وهي الأرض السهلة.

(٧) أجلى: انكشف، وفوارسه، ورجله: أي الفرسان والرجالة، المقعص: المقتول. يقال مات قعصا: إذا أصابته ضربة أو رمية فمات في مكانه.

(٨) العواكف: من العكوف وهو طول المقام، الخامعة: الخمع لأنها تتخمع في مشيتها والخمع والخماع: العرج، الأهدب: كثير أشفار العين. قال المرتضى |: وإنما وصفه بأنه أهدب لسبوغ ريشه ولحوقه بالأرض.

(٩) شعث: بعيدي العهد بالدهن، لعافطة: جمع لعفط: النهم الشره، الياسرون: جمع ياسر هو الضارب بالقداح والمقامر على الجزور، تخالسوا: خلس بعضهم بعضا أي أخذه خلسة وغفلة وذلك شأن المتقامرين، المنهب: موضع النهب.