[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  وبني قريضة يوم فرّق جمعهم ... من هاربين وما لهم من مهرب(١)
  وموائلين إلى أزلّ ممنّع ... رأسي القواعد مشمخر حوشب(٢)
  ردّ الخيول عليهم فتحصنوا ... من بعد أرعن جحفل متحزب(٣)
  إن الضباع متى تحسّ بنبأة ... من صوت أشوس تقشعرّ وتهرب(٤)
  فدعوا ليمضي حكم أحمد فيهم ... حكم العزيز على الذليل المذنب(٥)
  فرضوا بآخر كان أقرب منهم ... دارا فمتوا بالجوار الأقرب(٦)
  قالوا الجوار من الكريم بمنزل ... يجري لديه كنسبة المتنسّب
  فقضى بما رضي الإله لهم به ... بالقتل والحرب الملحّ المحرب(٧)
  قتل الكهول وكل أمرد منهم ... وسبى عقائل بدّنا كالربرب(٨)
  وقضى عقائلهم لكل مهاجر ... دون الألى نصروا ولم يتهيب(٩)
= أن يحكم سعد بن معاذ الأنصاري في أمرهم، فجيء بسعد وكان مجروحا بسهم في معركة الخندق. فقضى سعد عليهم بقتل الرجال عدا الشيوخ منهم وتقسيم الأموال بين المسلمين على أن يكون العقار للمهاجرين دون الأنصار وسبي الذراري والنساء - وهذا حكم التوراة بمن يخون العهد - فجيء بالأسارى إلى المدينة. وتولى أمير المؤمنين # ضرب أعناقهم وكانوا بين ستمائة إلى تسعمائة حسب اختلاف الروايات (سيرة ابن هشام - ٣: ٢٥٢ - ٢٥٩، ونهاية الأرب للنويري ١٧: ١٨٧ - ١٩٣، وعيون الأثر لابن سيد الناس ٢: ٦٩ - ٧٣، والإرشاد للمفيد ٥٠ - ٥١).
(١) موائلين: لاجئين، والأزل: الذي تزل به الأقدام لطوله ووعورة طرقه وهو حصنهم، والمشمخر:
العالي، والحوشب: بالحاء المهملة أو الشين المعجمة: العظيم الجنبين.
(٢) أرعن: من الرعن وهو أنف يتقدم الجبل ومنه قيل جيش أرعن أي له فضول كرعان الجبل، الجحفل: الجيش الكثير العدد، متحزب: قال المرتضى: مشتق من الحزب وهو الجماعة من الناس. وقال السيد الأمين؛ وقيل متحرب بالراء المهملة: أي غضبان. ويقال حربته بالتشديد أي حملته على الغضب.
(٣) النبأة: الصوت، الأشوس: الرافع رأسه تكبرا وأراد به هنا الأسد، تقشعر: ترجف.
(٤) الذليل إذا كان مذنبا: كان ذلك أشد لخضوعه.
(٥) متوا: من المت في النسب وهو أن تصل نفسك بغيرك. ورضي اليهود بحكم سعد لأنه كان جارا لهم.
(٦) الملح: المستمر.
(٧) العقائل: الكرائم من النساء، البدّن: جمع بادن: الوافرة لحم الجسم، الربرب: جماعة بقر الوحش.
(٨) العقار: مصدر واسم من عقر النخلة. والمنزل والضيعة والأرض.
(٩) في هذا البيت والأبيات الثلاثة التي تليه إشارة لقضية غدير خم تلك القضية التي كانت ولا تزال سبب الخلاف الوحيد بين الطائفتين المسلمتين (الشيعة والسنة) وقد كثر الجدل حولها وصنفت =