[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  وغير ذلك، فأمره بطلبه، فاستجار بالأحنف بن قيس(١) فلم يجره، وقال:
  لا أجير على ابن سميّة، وإنما يجير الرجل على عشيرته، فاستجار بالمنذر بن الجارود العبدي(٢) وكان أكرم الناس على ابن زياد بسبب أن ابنته تحته، فأجاره مغترّا، فبعث عبيد اللّه الشرط فكبسوا داره وحبسه، وكتب إلى يزيد يستأذنه في قتله، فكتب إليه إيّاك وقتله ولكن تناوله بما ينكله ويشد سلطانك، فإن له عشيرة هم جندي ولا يرضيهم إلّا القود منك، فاحذر ذلك فإنك مرتهن بنفسه، وهو الجد منهم ومني، فأمر به عبيد اللّه فأسقى الشبرم فأسهله وقرن بهرّة وخنزير وطيف به على تلك الحال فجعل يسلح والصبيان يصيحون عليه حتى ضعف وخيف عليه الموت فأمر بغسله، فلما غسل قال أيضا:
  يغسل الماء ما فعلت وقولي ... راسخ منك في العظام البوالي(٣)
  وقال أبو الفرج: إن حبسه لما طال استأجر رجلا إلى دمشق وقال له: إذا كان يوم الجمعة فقف بأعلى درج الجامع بدمشق وناد بأعلى صوتك:
  أبلغ لديك بني قحطان قاطبة ... عضّت بأير أبيها سادة اليمن
  أضحى دعيّ زياد فقع قرقرة ... يا للعجائب يلهو بابن ذي يزن
  فحمست اليمانية وغضبوا له، ودخلوا على معاوية(٤)، كما ذكر الأصبهاني لا يزيد كما ذكر ابن خلكان في سياق حبسه فسألوه فيه فدافعهم عنه فقاموا غضابا فعرف ذلك معاوية في وجوههم فوهبه لهم ووجّه رسولا وكتب له عهدا وأمره أن
(١) ترجمه المؤلف برقم ٨٦.
(٢) المنذر بن الجارود (واسمه بشر) ابن عمرو بن خنيس العبدي: أمير، من السادة الأجواد. ولد في عهد النبي ÷ سنة ١ هـ وشهد الجمل مع عليّ (¥) ولاوه عليّ إمرة إصطخر. ثم بلغه عنه ما ساءه، فكتب إليه: «أما بعد، فإن صلاح أبيك غرني منك، وظننت أنك تتبع هديه وتسلك سبيله، فإذا أنت فيما رقي إلي عنك لا تدع لهواك انقيادا ولا تبقي لآخرتك عتادا، تعمر دنياك بخراب آخرتك، وتصل عشيرتك بقطع دينك الخ، كما في نهج البلاغة» عزله. ثم ولاه عبيد اللّه بن زياد ثغر الهند (سنة ٦١) فمات فيها، آخر السنة. ويقال إنه كان يرى رأي الخوارج.
ترجمته في:
الإصابة: ت ٨٣٣٦ وجمهرة الأنساب ٢٧٩ ورغبة الآمل ٧: ١٤٤ والأغاني ١١: ١١٧ وابن أبي الحديد، طبعة بيروت ٤: ٣١٤، الإعلام ط ٤/ ٧ / ٢٩٢.
(٣) وفيات ٦/ ٣٥٠، كاملة في الأغاني ١٨/ ٢٧٥ - ٢٧٦.
(٤) الأغاني ١٨/ ٢٨٢ - ٢٨٣.