[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  وشربت بردا ليتني ... من بعد برد كنت هامه(١)
  هامه تدعو صدى ... بين المشقّر واليمامة(٢)
  فالهول يركبه الفتى ... حذر المخازي والسّآمة
  والعبد يقرع بالعصا ... والحرّ تكفيه الملامه(٣)
  وسعيد الذي ندم على تركه: هو ابن عثمان بن عفّان، وكان عرض عليه أن يصحبه إلى خراسان فأبى عليه وصحب عبّادا.
  ومن شعر يزيد بن مفرّغ:
  ألا طرقتنا آخر اللّيل زينب ... عليك سلام اللّه هل فات مطلب؟
  وقالت: تجنّبنا ولا تقربنّنا ... فكيف وأنتم حاجتي أتجنّب؟(٤)
  وله في بيع غلامه برد:
  شريت بردا ولو ملّكت صفقته ... لما تطلّب في بيع له رشدا
  لولا الدّواعي ولولا ما تعرّض لي ... من الحوادث ما فارقته أبدا
  يا برد ما مسّنا دهر أضرّبنا ... من قبل هذا ولا بعنا له ولدا(٥)
  ثم بعد هجائه وهجاء بني زياد بالأهاجي المشهورة، طلبه عبيد اللّه بن زياد بعد أن كتب إلى يزيد يخبره أنه هجاه وأنه قذف إبا سفيان بالزنا بقوله فيه:
  فأشهد أنّ رحمك من زياد ... كآل الفيل من ولد الأتان
  وأشهد أنها ولدت زيادا ... وصخر من أميّة غير داني(٦)
(١) الهامة: البومة. قال عبيدة: أما الهامة فإن العرب كانت تقول أن عظام الموتى، وقيل أرواحهم، تصير هامة فتطير. وقيل: كانوا يسمون ذلك الذي يخرج من هامة الميت الصدى (اللسان مادة هوم ج ١٢ ص ٦٢٤).
(٢) المشقّر: هو حصن بين نجران والبحرين يقال إنه من بناء طسم وهو على تل عال ويقابله حصن بني سدوس. وقال غيره: المشقّر حصن بالبحرين. (ياقوت ج ٥ ص ١٣٤).
(٣) الأغاني ١٨/ ٢٦٩، وفيات الأعيان ٦/ ٣٤٦ - ٣٤٧.
(٤) الأغاني ١٨/ ٢٧٨، وفيات الأعيان ٦/ ٣٥٢.
(٥) الأغاني ١٨/ ٢٦٧، وفيات الأعيان ٦/ ٣٤٦.
(٦) الأغاني ١٨/ ٢٧٤، وفيات الأعيان ٦/ ٣٥٠.