[32] أبو الطاهر، المنصور، إسماعيل بن القائم
  وذكر أبو جعفر أحمد بن محمد المروزي قال: خرجت مع المنصور يوم هزم أبا يزيد الأباضي الخارجي، فسايرته وبيده رمحان، فسقط أحدهما مرارا فمسحته فناولته وتفألت له، فأنشدته قول أبي مريم:
  فألقت عصاها واستقرّ بهال النّوى ... كما قرّ عينا بالأياب المسافر
  فقال: ألا قلت ما هو خير من هذا وأصدق: {... وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ}(١).
  فقلت: يا مولانا أنت ابن رسول اللّه ÷ فقلت مما عندك من العلم(٢).
  قال ابن خلكان: ويشبه ما ذكره التميمي في سيرة الحجّاج، إن عبد الملك ابن مروان أمر أن يعمل باب على بيت المقدس ويكتب عليه اسمه، وسأله الحجّاج أن يأذن له في عمل باب أيضا، فأذن له فاتفق إن صاعقة وقعت احترق منها باب عبد الملك وبقي باب الحجّاج فعظم ذلك على عبد الملك، فكتب إليه الحجّاج: بلغني أن نارا نزلت من السماء فأحرقت باب أمير المؤمنين ولم تحرق باب الحجّاج، وإنّما مثلنا في ذلك كمثل: (ابني آدم إذ قرّبا قربانا فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر).
  فلما وقف على كتابه سرّي عنه(٣).
  وأما استشهاد المنصور بالآية الكريمة فهو من العجائب، وأخرجت مخرج الفأل، وكان الظفر على الخارجي عقيبها.
  واسم الخارجي: أبو يزيد مخلد بن كندار(٤)، وكان أباضي المذهب يظهر
(١) سورة الأعراف: الآية ١١٧ - ١١٩.
(٢) وفيات الأعيان ١/ ٢٣٤.
(٣) وفيات الأعيان ١/ ٢٣٥.
(٤) وفي المراجع الأخرى: «كيداد» وهو مخلد بن كيداد بن سعد اللّه بن مغيث الزناتي النكّاري، سافر إلى تاهرت فكان معلما للصبيان فيها. وانتقل إلى «تقيوس». مات سنة ٣٣٦ هـ.
ترجمته في:
ابن خلدون ٤: ٤٠ - ٤٤ ووفيات الأعيان ١: ٢٣٥ في ترجمة المنصور ابن القائم. والبيان المغرب ١: ١٩٣ و ٢١٦ واتعاظ الحنفا ١٠٩ وفيه: «كان خروجه سنة ٣٠٣؟» وسيرة الأستاذ =