نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر

صفحة 413 - الجزء 1

  لشتّان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم⁣(⁣١)

  وهي مشهورة.

  وقيل للأصمعي: إن أبا عبيدة يقول: إن العرب تقول: شتّان ما هما، ولا يقولون شتّان ما بينهما، ونشد بيت الأعشى:

  شتان ما يومى على كورها ... ويوم حيّان أخي جابر

  فقال: وهم عبيدة العرب تقول: ذا وذاك، وأنشد بيت ربيعة المذكور، فكانوا يحتجّون بشعر ربيعة لاستشهاد الأصمعي به.

  وربيعة من بني سليم.

  وقال علي بن الفضل السلمي: أول ما نجم به أشجع إتصاله بجعفر بن المنصور وهو حدث وصله به أحمد بن يزيد السلمي وابنه عوف، فقال أشجع في جعفر:

  اذكروا حرمة العواتك منّا ... يا بني هاشم بن عبد مناف

  قد ولدناكم ثلاث ولادا ... ت خلطن الأشراف بالأشراف

  مهّدت هاشما نجوم قصيّ ... وبنو فالح حجور عفاف

  إنّ أرماح بهثة بن سليم ... لعجاف الأطراف غير عجاف

  معشر يطعمون من ذروة الشّو ... ل ويسقون خمرة الأقحاف⁣(⁣٢)

  يضربون الجبّار في أخدعيه ... ويسقّونه نقيع الذّعاف⁣(⁣٣)

  فشاع شعره، وبلغ المنصور ولم يزل يترقّى إلى أن وصلته زبيدة بعد وفاة أبيها، وتزوجها الرشيد فأسنى جوائزه وألحقه بالطبقة العالية من الشعراء،


(١) الأغاني ١٦/ ٢٧٩.

(٢) الشول: الناقة - الأقحاف: جمع قحف وهو إناء من خشب مثل قحف الرأس كأنه نصف قدح.

يقال: ما له قد ولا قحف فالقد قدح من جلد والقحف من خشب. (اللسان مادة قحف ج ٩ ص ٢٧٦).

(٣) الأخدعان: عرقان في صفحتي العنق. الذعاف: السم. الأغاني ١٨/ ٢٤٠ - ٢٤١، الشعراء المحدثين ٩١ - ٩٢.