[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر
  لشتّان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم(١)
  وهي مشهورة.
  وقيل للأصمعي: إن أبا عبيدة يقول: إن العرب تقول: شتّان ما هما، ولا يقولون شتّان ما بينهما، ونشد بيت الأعشى:
  شتان ما يومى على كورها ... ويوم حيّان أخي جابر
  فقال: وهم عبيدة العرب تقول: ذا وذاك، وأنشد بيت ربيعة المذكور، فكانوا يحتجّون بشعر ربيعة لاستشهاد الأصمعي به.
  وربيعة من بني سليم.
  وقال علي بن الفضل السلمي: أول ما نجم به أشجع إتصاله بجعفر بن المنصور وهو حدث وصله به أحمد بن يزيد السلمي وابنه عوف، فقال أشجع في جعفر:
  اذكروا حرمة العواتك منّا ... يا بني هاشم بن عبد مناف
  قد ولدناكم ثلاث ولادا ... ت خلطن الأشراف بالأشراف
  مهّدت هاشما نجوم قصيّ ... وبنو فالح حجور عفاف
  إنّ أرماح بهثة بن سليم ... لعجاف الأطراف غير عجاف
  معشر يطعمون من ذروة الشّو ... ل ويسقون خمرة الأقحاف(٢)
  يضربون الجبّار في أخدعيه ... ويسقّونه نقيع الذّعاف(٣)
  فشاع شعره، وبلغ المنصور ولم يزل يترقّى إلى أن وصلته زبيدة بعد وفاة أبيها، وتزوجها الرشيد فأسنى جوائزه وألحقه بالطبقة العالية من الشعراء،
(١) الأغاني ١٦/ ٢٧٩.
(٢) الشول: الناقة - الأقحاف: جمع قحف وهو إناء من خشب مثل قحف الرأس كأنه نصف قدح.
يقال: ما له قد ولا قحف فالقد قدح من جلد والقحف من خشب. (اللسان مادة قحف ج ٩ ص ٢٧٦).
(٣) الأخدعان: عرقان في صفحتي العنق. الذعاف: السم. الأغاني ١٨/ ٢٤٠ - ٢٤١، الشعراء المحدثين ٩١ - ٩٢.