نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر

صفحة 414 - الجزء 1

  وقال مهدي بن سابق: أعطى جعفر بن يحيى، مروان بن أبي حفصة⁣(⁣١) وقد مدحه ثلاثين ألف درهم، وأعطى أبا البصير الشاعر عشرين ألف درهم، وأعطى أشجع وكان ثالثهم ثلاثة آلاف درهم، وكان أول إتصاله به، فكتب أشجع إليه:

  أعطيت مروان الثّلا ... ثين التي دلّت رعاثه!

  وأبا البصير وإنّما ... أعطيتني منهم ثلاثة

  وأمر له بعشرين ألف درهم مع الأولى⁣(⁣٢).

  وقال الحسين الجعفيّ: كان أشجع إذا نزل بغداذ، نزل على صديق له من أهلها فقدمها مرّة فوجده قد مات والبكاء والنوح في داره فقال:

  قمر أطبقوا عليه ببغدا ... ذ ضريحا، ماذا أجنّ الضّريح!

  رحم اللّه صاحبي ونديمي ... رحمة تغتدي وأخرى تروح⁣(⁣٣)

  وقال محمد بن عبد اللّه بن مالك: كان حرب بن عمرو الثقفي نخّاسا، وكانت له جارية مغنيّة وكان الشعراء والكتاب وأهل الأدب ببغداذ يختلفون إليها ويسمعون منها، وينفقون في منزله النفقات الواسعة ويبرّونه ويهدون إليه، فقال أشجع فيه:

  جارية تهتزّ أردافها ... مشبعة الخلخال والقلب⁣(⁣٤)

  أشكو الذي لاقيت من حبّها ... وبغض مولاها إلى الرّبّ

  من بغض مولاها ومن حبّها ... سقمت بين البغض والحبّ

  فاختلجا في الصدر حتى استوى ... أمرهما فاقتسما قلبي

  تعجّل اللّه شفائي بها ... وعجّل السّقم إلى حرب⁣(⁣٥)


(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) الأغاني ١٨/ ٢٣٦، الشعراء المحدثين ٨٦.

(٣) الأغاني ١٨/ ٢٤٦.

(٤) القلب: سوار المرأة (اللسان مادة قلب ج ١ ص ٦٨٨)

(٥) الأغاني ١٨/ ٢٥٨.