نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[35] الشريف أبو محمد، بركات بن الأمير زين

صفحة 432 - الجزء 1

  بالحشافة بلد قريب من جدّة، ونشأ بمكة في كنف والده، وقرأ القرآن وكتب الخط الحسن، وأجاز له سنة خمس وثمانمائة وما بعدها البرهان بن صديق، والقاضي زين الدّين المراغي، وعائشة بنت محمد بن عبد الهادي والحفّاظ الثمانية: زين الدين العراقي، ووالده أبو زرعة، ونور الدين الهيثمي، والشهاب ابن حجر، وسرد بقيّتهم وغيرهم، وحدّث بالقاهرة ثم مكة بالإجازة، وولي إمرة مكة شريكا لوالده في شعبان سنة تسع وثمانمائة، وفي سنة إحدى وعشرين نزل الأمير أبو زهير الحسن عن إمرة مكة لولده بركات المذكور، ولما مات الملك المؤيد شيخ صاحب مصر والشام والحجاز سنة أربع وعشرين كتب إلى خليفته يطلب إشراك أخيه إبراهيم معه في ولاية مكة ولم يتم ذلك، ثم طلبه السلطان إلى مصر سنة تسع وعشرين بعد وفاة والده فقدمها والتزم بحمله وهو في كل سنة عشرة آلاف دينار، وأن يكون مكس جدّة وما تجدد من مراكب الهند يكون للسلطان، فولي وقدم مكة ودخل إلى القاهرة المعزية ثلاث مرات، وكان ثالثها بسبب طلب السلطان حمق⁣(⁣١) له سنة إحدى وخمسين، واهتزّت القاهرة لدخوله، وخرج السلطان بعسكره إلى لقائه، وبلغ إلى مطعم الطين بالزندانية، ولم يبق من لم يخرج حتى المخدّرات، وبالغ السلطان في إكرامه، ومشى له خطوات واحتضنه وأجلسه إلى جانبه، وخلع عليه، وقدّم له فرسا بسرج ذهب مزركش، ولما عاد من مصر أميرا استولى على حلى.

  قال ابن فهد: وكان شهما عارفا بالأمور، فيه خير كثير واحتمال زائد، وجاه ومروّة ظاهرة، وكان حسن الشكل والسياسة، مفرط الشجاعة، ذا سكينة ووقار وثروة زائدة، وكانت وفاته يوم الاثنين عصرا، تاسع عشر شعبان سنة تسع وخمسين وثمانمائة بأرض خالد من وادي مرّ، وحمله الرجال إلى مكة وطيف به حول الكعبة سبعا، ودفن بالمعلا بالقرق من قبر جده، وعمرت عليه قبة، ¦، ورثاه جماعة.

  قلت: وما أحسن قول شهاب الدين أحمد بن محمد المنصوري الشهير بالهائم القاهري يرثيه:

  قالوا: قضى بركات، قلت: فحقّ لي ... أن أتبع العبرات بالزفرات


(١) كذا في الأصل.