نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[36] أبو وهيب، بهلول بن عمرو الصيرفي، أحد

صفحة 440 - الجزء 1

  وكان خالد الكاتب أديبا، وهو من كتّاب الدولة العباسية.

  قال بعض الكتّاب: رأيت الصبيان اشتدوا بعده يوما يصيحون به: يا خالد يا بارد، فأسند ظهره إلى قصر المعتصم فقال: كيف أكون باردا وأنا القائل:

  يدل على أنني عاشق ... من الدمع مستشهد ناطق

  ولي سيّد أنا عبد له ... مقرّ بأني له وامق

  إذا ما سموت إلى وصله ... تعرض لي دونه عائق

  وكان أبو تمّام الذي أوقع عليه هذا النبز.

  وقال الرياشي الأخباري البصري: كان خالد الكاتب، مغرما بالغلمان ينفق ماله عليهم، فهوى غلاما اسمه عبد اللّه، كان أبو تمّام يهواه، فقال خالد:

  قضيب بان جناه ورد ... تحمله وجنة وقدّ

  لم أثن طرفي إليه إلّا ... مات غراما وعاش وجد

  ملّك طوع النفوس حتّى ... علّمه الزهو حين يبدو

  واجتمع الضدّ فيه حتّى ... ليس لخلق سواه ضدّ

  فبلغ أبا تمّام فقال فيه من أبيات:

  شعرك هذا كلّه مفرط ... في برده يا خالد البارد

  ولم يزل الصبيان يصيحون به: يا خالد يا بارد حتى وسوس.

  وقال هو في أبي تمّام:

  يا معشر المرّاد إني ناصح لكم ... والمرء في القول بين الصدق والكذب

  لا ينكحنّ حبيب منكم أحدا ... فداؤه فيكم أعدى من الجرب

  لا تأمنوا أن تحولوا بعد ثالثة ... وتركبوا عمدا ليست من الخشب⁣(⁣١)

  توفي بهلول المجنون سنة تسعين ومائة تقريبا.


(١) الأغاني ٢٠/ ٢٩٧.