[36] أبو وهيب، بهلول بن عمرو الصيرفي، أحد
  رقّ فلو مرّت به ذرّة ... لخضبته بدم جاري
  فقا له: أريد أرقّ من هذا، فقال:
  أضمر أن تأخذ المراة كي ... تنظر تمثاله فأدناها(١)
  فجاوزت همّ الضمير إلى ... وجنته في الهوى فأدماها
  فقال: أريد أرق من هذا أيها الأستاذ، قال: نعم وما أظنه، اكتب:
  شبّهته قمرا إذ مرّ مبتسما ... فكاد يخرجه التشبيه أو كلما
  ومرّ في خاطري تقبيل وجنته ... فسيّلت فكرتي في عارضيه دما
  فقال: أريد أرق من هذا أيها الأستاذ، فقال: يا بن الفاعلة أرق من هذا كيف يكون؟ رويدك لا تطر، عسى طبخ في المنزل حريرة أرّق من هذا(٢).
  وروى بعضهم هذه الواقعة لخالد الكاتب(٣).
  قال الشيخ صلاح الدين الصفدي في شرح الجهورية: قيل لبهلول يوما:
  أفضل أبو بكر أو علي، فقال: أما وأنا في كندة فعلي، وأما أنا في بني ضبّة فأبو بكر، وكندة في الكوفة من غلاة الشيعة، وبنو ضبّة أهل نصب وهم أصحاب الجمل، وكان بهلول شيعيا مشهورا بذلك، ويستعمل التقية، ¦.
  والبهلول في اللغة: السيد.
  * * *
(١) المراة: أصلها المرآة - بسكون الراء وهمزة مفتوحة بعدها ألف، فألقى حركة الهمزة على الراء ثم سهل الهمزة بقلبها ألفا، فلما التقى ألفان حذفت إحداهما.
(٢) فوات الوفيات ١/ ١٥٥.
(٣) خالد بن يزيد البغدادي، أبو الهيثم، المعروف بالكاتب: شاعر غزل، من الكتّاب. أصله من خراسان، ومولده بها. عاش وتوفي في بغداد سنة ٢٦٢ هـ. كان أحد كتّاب الجيش في أيام المعتصم العباسي. وكان يهاجي أبا تمام. وغلبت عليه السوداء. وعاش عمرا طويلا حتى دق عظمه ورق جلده. شعره رقيق، أكثره غزل. له «ديوان - خ».
ترجمته في:
المنتظم، القسم الثاني من الجزء الخامس ٣٥ والنجوم الزاهرة ٣: ٣٦ وهو فيه «التميمي» وفوات الوفيات ١/ ٢٩٦. معجم الأدباء ١١/ ٤٧ - ٥٢ وفيه: وفاته سنة ٢٦٩ وسمط اللآلي ٣١١ وتاريخ بغداد ٨: ٣٠٨ والأغاني ٢٠/ ٢٩١ - ٢٠٣. وأنظر شعر الظاهرية ١٣٧، الاعلام ط ٤/ ٢ / ٣٠١.