نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[37] أبو الحسين، تاج الدولة بن السلطان أبي

صفحة 444 - الجزء 1

  صرنا مع الصباح بالفهود ... مردفة فوق متون القود

  قد وطئت توطئة المهود ... بالقطف والجلال واللبود⁣(⁣١)

  فهي كقوم فوقها قعود ... قد ألبست وشيا على الجلود

  يخالها الناظر كالأسود ... تبكي لشبل ضائع فقيد

  بأدمع على الخدود سود ... فقابلت مرادها في البيد

  وقطعت حبائل المسود ... كفوت لحظ الناظر الحديد⁣(⁣٢)

  ركضا إلى اقتناص كل رود ... فكم بها من هالك شهيد

  منعفر الخدّ على الصعيد ... بنحسها نظل في السعود

  جدنا بها، والجود بالموجود ... فكثرت ولائم الجنود

  وشبّت النيران بالوقود⁣(⁣٣)

  هذه الطردية تدل على فوزه بالقدح المعلى في الأدب، باعثة للشوق إلى القنص مبين للطرب، نعم، بعثتني هذه على ذكر قول أبي العباس عبد اللّه بن محمد الناشئ الأكبر الأنباري المعروف بابن شرشير⁣(⁣٤)، في أول الطردية له في صفة باز [من الرجز]:

  لما تعرّى الليل عن أثباجه ... وارتاح ضوء الصبح لا نبلاجه

  عدوت أبغي الصيد في منهاجه ... يا قمرا أبدع في نتاجه


(١) القطف: جمع قطيفة.

(٢) المسود: جمع مسد، وهو حبل من ليف مضفور.

(٣) يتيمة الدهر ٢/ ٢٢١.

(٤) عبد اللّه بن محمد، الناشئ الأنباري، أبو العباس: شاعر مجيد، يعد في طبقة ابن الرومي والبحتري. أصله من الأنبار. أقام ببغداد مدة طويلة. وخرج إلى مصر، فسكنها وتوفي بها سنة ٢٩٣ هـ. وكان يقال له: ابن شرشير. وهو من العلماء بالأدب والدين والمنطق. له قصيدة على روي واحد وقافية واحدة، في أربعة آلاف بيت، في فنون من العلم. وكان فيه هوس، قال المرزباني: «أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالا ينقض بها ما هم عليه، فسقط ببغداد، فلجأ إلى مصر» وقال ابن خلكان: له عدة تصانيف جميلة.

ترجمته في:

تاريخ بغداد ١٠: ٩٢ وفيات الأعيان ٣/ ٩١ - ٩٣ وأنظر Brock. I: I ٢٨، S. I: I ٨٨، الاعلام ط ٤/ ٤ / ١١٨.