[37] أبو الحسين، تاج الدولة بن السلطان أبي
  ألمّ بنا في دامس الليل فانجلى ... فلما انثنى عنّا وودّع أظلما(١)
  قلت: أجاد في هذه وأحسن.
  وله من أخرى [من الوافر]:
  كتائبنا يلوح النصر فيها ... برايات تطرّز بالنجاح
  تكاد ممالك الآفاق شرقا ... تسير إليه من كل النواحي
  ألا للّه لي عرض مصون ... وقاه المجد بالماء المباح(٢)
  قال الثعالبي: وأنشدني له بديع الزمان هذين البيتين ثم وجدتهما لغيره [من الطويل]:
  هب الدهر أرضاني وأعتب صرفه ... وأعقب بالحسنى من الحبس والأسر
  فمن لي بأيام الهموم التي مضت ... ومن لي بما أنفقت في الحبس من عمري؟(٣)
  وله شعر كثير وأدب صالح، ¦.
  والآلة: بفتح الهمزة وتشديد اللام المفتوحة: الحربة.
  وذكر ابن عبد ربّه المغربي: أن الحارث بن هشام رأته امرأة وهو يحدّ حربة يوم فتح مكة، فقالت له: ما تصنع بهذه؟ قال: أعددتها لمحمد وأصحابه، قالت:
  ما رأى أن يقوم لمحمد وأصحابه شيء، قال: واللّه إني لأرجو أن أخدمك بعضهم ثم قال [من الرجز]:
  إن تقبلوا اليوم فمالي علّه ... هذا سلاح كامل وألّه
  وذو عرارين سريع السلّه
  فلما لقيهم خالد يوم الهندمة انهزم ولامته امرأته فقال [من الرجز]:
  إنك لو شهدت يوم الخندمه ... إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة
  ولحقتنا بالسيوف المسلمة ... يفلقن كل ساعد وحججه
  منها فلا تسمع إلّا غمغمه ... لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه
(١) يتيمة الدهر ٢/ ٢٢٠، دمية القصر ١/ ٢٦٦.
(٢) يتيمة الدهر ٢/ ٢٢١.
(٣) يتيمة الدهر ٢/ ٢٢٠.