نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[38] الأمير أبو معد، تميم بن المعز بن

صفحة 452 - الجزء 1

  وقد نضح النّسيم بماء ورد ... ومدّ على الهواء رداء سحب⁣(⁣١)

  وله من أخرى مدح فيها العزيز:

  ألا فاسقياني قهوة ذهبيّة ... وقد ألبس الآفاق جنح الدجى دعج

  كأنّ الثريّا والظلام يحقّها ... فصوص لجين قد أحاط بها سبج

  كأنّ ظلام الليل تحت نجومه ... إذا جنّ، زنجيّ تبسّم عن فلج⁣(⁣٢)

  كأنّ رقيق الغيم والبدر تحته ... زجاج على كفّ من الصبح منتسج

  كأنّ عمود الصبح في غبّر الدّجى ... صفيحة سيف قد تصدّا من المهج

  فقم وأدر أقداح خمر كأنّها ... إذا برزت يحكى أوائلها سرج

  كأنّ عليها من صفاء أديمها ... خلال العزيز الغرّ أو نشر الأرج

  وتحسبها في الكأس رقّة فهمه ... وإن لم يكن في أنه غيرها خلج⁣(⁣٣)

  وشعره كثير، وقد ذكرت منه روضة ونمير.

  وقال المقريزي: كان الأمير تميم في أيام زيادة النيل، وهبوب نسيمه البكيل، يمتطي الجواري المنشآت في البحر، ويغتني بحبابه عن درر النحر، ولا ينفكّ في الأنس منادما الظبا الأنس، ينتقل على الشراب بالرضاب، ويرقص عطف البحر بالرباب، وكان يقف على زرافات الناس، الذين جمعهم ذلك الموسم البهي اللباس، فيأمر لهم بما يزيدهم من الفرح، ويجانس ما يهبه ما دار لهم من القدح، لكثرة ما تعتريه تلك الليالي من النشوة، وما براحيه من الفتوّة والصبوة.

  قلت: ذكر المقريزي معنى هذا وسبكته أنا في قالب السجع.

  وذكر الصفي: إن الأمير تميم توفي يوم الثلاثاء مع زوال الشمس لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر [ذي القعدة]⁣(⁣٤) سنة أربع وسبعين وأربعمائة⁣(⁣٥)، رحمه


(١) ديوانه ٦٦.

(٢) ديوانه ٨٦.

(٣) كأنه يريد بالخلج الشك؛ من قولهم اختلج الشئ في صدري إذا عراك فيه شك، وإن لم نره في اللغة بهذا المعنى. ديوانه ٨٦.

(٤) غير موجود في أ، وأكملناه من ب.

(٥) في هامش ب: «وفي ابن خلكان إن وفاته سنة أربع وسبعين وثلاثمائة».