[39] أبو يحيى، تميم بن المعز بن باديس بن
  إذا كنت مطبوعا على الصدّ والجفا ... فمن أين لي صبر فأجعله طبعي(١)
  وأخذ معنى الأخير من قول أبي الطيّب:
  يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
  وحكي أن أبا القاسم محمود الزمخشري لما اجتمع بالشريف أبي السعادات الشجري - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(٢) - أنشده الشريف فيما دار بينهما بيت المتنبي هذا، يشير إلى شوقه إليه، فقال الزمخشري: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ (٣٠}(٣).
  ولأبي يحيى تميم المذكور:
  إن نظرت مقلتي لمقلتها ... تعلم ممّا أريد نجواه
  كأنها في الفؤاد ناظرة ... تكشف أسراره وفحواه(٤)
  وله أيضا:
  وخمر قد شربت على وجوه ... إذا وصفت تجلّ عن القياس
  خدود مثل ورد في ثغور ... كدرّ في شعور مثل آس(٥)
  لو ساعده الوزن فجعل مثل الدر أقاما أو نحوه من الروضيات لكان مع حسن السبك وجودة المعنى قد راعى النظير.
  وأورد له صاحب الخريدة:
  فكّرت في نار الجحيم وحرّها ... يا ويلتاه ولات حين مناص
  فدعوت ربي أن خير وسيلتي ... يوم المعاد شهادة الإخلاص(٦)
  ومدحه أبو علي بن رشيق القيرواني(٧) الشاعر المشهور صاحب العمدة، ومما مدحه به البيتان السائران وهما:
  أصحّ وأغلى ما سمعناه في النّدى ... من الخبر المأثور منذ قديم
(١) وفيات الأعيان ١/ ٣٠٥، خريدة القصر ١/ ١٧٨.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٨٦.
(٣) سورة الروم: الآية ٣٠.
(٤) وفيات الأعيان ١/ ٣٠٥. خريدة القصر ١/ ١٨٥.
(٥) الوفيات ١/ ٣٠٥، خريدة القصر / شعراء مصر ق ٤/ ١ / ١٧٧.
(٦) الوفيات ١/ ٣٠٥، خريدة القصر ١/ ١٧٨.
(٧) مرّت ترجمته بهامش سابق.