نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[39] أبو يحيى، تميم بن المعز بن باديس بن

صفحة 456 - الجزء 1

  أحاديث ترويها السّيول عن الحيا ... عن البحر عن كفّ الأمير تميم⁣(⁣١)

  قال ابن دحية المغربي: وحكى أبو الحسن علي بن الحسن الأسكيري⁣(⁣٢) المصري وكان فاضلا قال: كنت من جلساء الأمير تميم بن المعزّ فأمر فاشتريت له جارية من بغداد بديعة الجمال، حاذقة في الغناء، فلما قدمت عليه اشتدّ سروره بها، وفي بعض الأيام عقد مجلس الأنس وكنت فيمن حضر للمنادمة فمدت الستارة وغنّت الجارية في شعر أبي عبد اللّه الحسني⁣(⁣٣):

  وبدا له من بعد ما اندمل الهوى ... برق تألق من هنا لمعانه⁣(⁣٤)

  وهي أبيات مشهورة سيأتي عند ذكره إن شاء اللّه تعالى، فطرب الأمير تميم ومن حضر، ثم غنّت:

  سيليك عما فات دولة مفضل ... أوائله محمودة وأواخره

  ثنى اللّه عطفيه وألف شخصه ... على البرّ مذ شدّت عليه مآزره

  قلت: ذكر صاحب الأغاني هذه الأبيات للأحوص بن محمد الأنصاري⁣(⁣٥)، والغناء فيها لجارية المدينة جارية يزيد بن عبد الملك.

  فزاد طرب الأمير تميم، ثم غنّت بقول ابن زريق البغدادي⁣(⁣٦) الكاتب من قصيدته العينية المشهورة:


(١) الوفيات ١/ ٣٠٤.

(٢) في الوفيات: «أبو علي الحسن بن الأشكري».

(٣) وهو محمد بن صالح العلوي، ترجمه المؤلف برقم ١٥١.

(٤) كاملة في الأغاني ٦/ ٣٨٩ - ٣٩٠.

(٥) هو أبو عاصم عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عاصم بن ثابت الأنصاري المعروف بالاحوص.

كان ماجنا متهتكا هجاء. شكي إلى سليمان بن عبد الملك فنفاه إلى قرية من قرى اليمن، ولما ولي الخلافة عمر بن عبد العزيز كتب إليه يمدحه ويستأذنه في القدوم، فأبى أن يأذن له، فبقي في المنفى ولم يعد إلا في أيام يزيد بن عبد الملك بن مروان. توفي سنة ١٠٥ هـ.

ترجمته في: الأغاني ٤/ ٢٢٤ - ٢٦٥، الموشح / ٢٩٥، شرح شواهد المغني / ٧٦٨، المؤتلف والمختلف / ٥٩، سمط اللآلي / ٧٣، حديث الأربعاء ١/ ٢٦٠، تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ١/ ٣٥٣، أنوار الربيع ٢ / هـ ٢٣٨.

(٦) محمد بن زريق الكاتب البغدادي، أحواله مجهولة بقدر شهرة قصيدته. كل ما ورد عنه، أنه قصد صاحب الأندلس، ومدحه فلم يلق منه غير خيبة الأمل، فاعتل ومات غما، ووجدت القصيدة تحت وسادته. ومن الجدير بالذكر، أن الثعالبي أورد في يتيمة الدهر ١/ ٢٧٧ أربعة أبيات من قصيدة ابن زريق ونسبها إلى الوأواء الدمشقي، وأثبت محقق ديوان الوأواء هذه الأبيات في ذيل الديوان. =