نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[42] السيد تاج الدين، جعفر بن محمد بن زكي

صفحة 483 - الجزء 1

  من الفضلاء فأفضت بهم المفاوضة إلى أن ذكروا قول الحريري:

  سم سمة تحمد آثارها ... واشكر لمن أعطى ولو سمسمه

  والمكر مهما اسطعت لا تأته ... لتقتني السؤدد والمكرمة

  وتعجّبوا من تحكّمه في قوله:

  إسكبا كل نافث ... ولسنا أن يفوز بثالث

  وكان في المجلس الشيخ عز الدين بن أبي الحديد، وأخوه موفق الدين، والسيد فخار بن معد، والشيخ رضي الدين الصاغاني، والسيد تاج الدين المذكور، فقال لهم الوزير: ها أنتم فرسان البلاغة وأعيان البراعة، فأتوا لهما بثالث وإلّا فاعذروه فيما قله ولا تهجنوا أفعاله، فأحجم القوم وانتدب السيد تاج الدين فخاطب الوزير بهذا الكلام، البيان إذا تفتحت أكمام خمائله، وسمحت عزالى وابله، وماست أعطافه شرفا وفخارا، يقبّل الأرض بين يدي مولانا صغارا، وحيث أجرى في ذكر أبيات الجناس، وترفعهما عن المماثلة والقياس، نظم العبد هذين البيتين مع فرقه بين الإنك⁣(⁣١) واللجين، وإن كان أبو محمد لم يلحق به ولم يسم إلى مماثلته سمه، ثم أنشد:

  قدّمه المجد إلى أن غدا ... يقول للماضي ولو قدّمه

  كم كمة جلّى بها نطقه ... من غير ماعيّ ولا كمكمه

  قلت أنا: ولعمري لقد زاحم أبا محمد بمنكب ضليع، وجاء بكميته خببا مجيء المصلى السريع، ويغتفر له زيادة ما بعد غير لهذه البديهة الساحرة، الهاوية بأولئك الشيوخ الحاضرين الساخرة، وفي هذا الجناس الذي اخترعه الحريري وتبعه تاج الدين طلاوة وهو من المعاناة لغير المتمكن يسفر عن حلاوة وهو من المركب وفيه من البديع رد الصدر على العجز.


= كابن طباطبا في كتابه - الفخري في الآداب السلطانية -، وابن الفوطي في الحوادث الجامعة.

توفي ابن العلقمي سنة ٦٥٦ هـ. كتب عنه الشيخ محمد بن الشيخ حسين الساعدي مجلدا بعنوان «مؤيد الدين بن العلقمي» طبع في النجف.

ترجمته في: الفخري في الآداب السلطانية / ٣٣٧، دائرة المعارف الإسلامية ١/ ٢٤١، الكنى والألقاب ١/ ٣٥٦، مؤرخ العراق ابن الفوطي ٢/ ١١٢ و ١٣٩ و ١٤٥، فوات الوفيات ٢/ ٣١٢، شذرات الذهب / ٢٧٢، أنوار الربيع ٣ / هـ ١٤٩.

(١) كذا في الأصل.