نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[42] السيد تاج الدين، جعفر بن محمد بن زكي

صفحة 484 - الجزء 1

  وكان الحكيم السهروردي لما حبسه الظاهر غازي بحلب وأيقن بقتله يردد هذا البيت:

  أرى قدمي أراق دمي ... وهان دمي فها ندمي

  وهو أصنع من قول الحريري لأنه ردّده في النصف الأول والثاني.

  قال ابن عنبة: وحكى شيخي تاج الدين محمد، عن السيد تاج الدين جعفر قال: لما لهجت بقول الشعر وأنا إذ ذاك صبي استحضرني والدي وقال لي: يا جعفر بلغني أنك تهذي بالشعر، فقل لي في هذه الشجرة، وكانت هناك شجرة نارنج، فقلت ارتجالا:

  ودوحة تدهش الأبصار ناضرة ... تريك في كل غصن جذوة النار

  كأنّما فصّلت بالتبر في حلل ... خضر تميس بها قامات أبكار

  فاستدعاني وقبّل بين عيني وأمر لي بجائزة وقال لي: يا بني استكثر من هذا⁣(⁣١).

  أذكرني النارنج قصة أبي الحسن السلامي⁣(⁣٢) الشاعر المشهور، وذلك أنه أجاد الشعر في حداثته فارتاب به شعراء عصره كأبي بكر وأبي عثمان الخالديين، والشهاب التلعفري⁣(⁣٣)، واجتمعوا على امتحان خاطره، وكان قد ورد إلى الموصل


(١) عمدة الطالب ١٦٥.

(٢) محمد بن عبد اللّه بن محمد المخزومي القرشي، أبو الحسن السلامي: من أشعر أهل العراق في عصره. ولد في كرخ بغداد سنة ٣٣٦ هـ. وانتقل إلى الموصل، ثم إلى أصبهان، فاتصل بالصاحب ابن عباد فرفع منزلته وجعله في خاصته. ثم قصد عضد الدولة بشيراز فحظي عنده ونادمه وأقام في حضرته إلى أن مات، فضعفت أحوال السلامي بعده. ومات رقيق الحال سنة ٣٩٣ هـ. وكان عضد الدولة يقول: إذا رأيت السلامي في مجلسي ظننت أن عطارد قد نزل من الفلك إليّ! نسبته إلى دار السلام (بغداد) له «ديوان شعر - ط» ببغداد جمعه صبيح رديف.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٤/ ٤٠٣ - ٤٠٩ والبداية والنهاية ١١: ٣٣٣ ومرآة الجنان ٢: ٤٤٦ والإمتاع والمؤانسة ١: ١٣٤ والقاموس: مادة سلم، ونوادر المخطوطات الرسالة المصرية ١/ ٢٣، ويتيمة الدهر ٢/ ١٥٧ - ١٨٨، والوافي بالوفيات ٣/ ٣١٧ وتاريخ بغداد ٢/ ٣٣٥ وسماه «محمد بن عبيد اللّه» وكذ في سير النبلاء - خ - الطبقة ٢٢، وأخبار التراث ٢١، الاعلام ط ٤/ ٦ / ٢٢٦ - ٢٢٧.

(٣) هو أبو المكارم شهاب الدين، محمد بن يوسف بن مسعود الشيباني التلعفري. ولد بالموصل سنة ٥٩٣ هـ وبها تعلم. كان شاعرا مجيدا، مدح الملوك والأعيان. قربه الملك الأشرف موسى =