[42] السيد تاج الدين، جعفر بن محمد بن زكي
  وهم بها، فأجمعهم الخالدي على أنس في منزله وكان بينهم أصناف الريحان والفاكهة، واتفق إن غيّمت السماء وجاءت بوابل عظيم وبرد وستر وجه الأرض، فألقى الخالدي من النارنج الذي بين أيديهم على البرد وقال: يا أصحابنا من يصفه، فبدرهم السلامي فقال:
  للّه درّ الخالد ... يّ الأوحد النّدب الخطير
  أهدى إليّ المز ... ن عند جمود نار السّعير
  حتى إذا صدر العتا ... ب إليه عن حرّ الصدور
  بعثت إليه هديّة ... عن حاضري أيدي السرور
  لا تعذلوه فإنه ... اهدى الخدود إلى الثغور(١)
  فشهدوا بفضله، أما التلعفري فإنه بقي على ريبة، فقال فيه السلامي:
  سعى التّلّعفري إلى وصالي ... ونفس الكلب تكبر عن وصاله
  ينافي خلقه خلقي وتأبى ... فعالي أن تضاف إلى فعاله
  فصنعتي النفيسة في لساني ... وصنعته الخبيثة في نذاله
  فإن أشعر فما هو من رجالي ... وإن يصفح فما أنا من رجاله(٢)
  قلت: والتلعفري شاعر محسن، وله البيت المليح الذي ادعى أنه وارد فيه نجم الدين يعقوب بن صابر المنجنيقي(٣):
  لو أن لحية من يشيب صحيفة ... لمعاده ما اختارها بيضاء
  وبيت أبي يعقوب:
= الأيوبي صاحب دمشق وأجزل له العطايا، ثم طرده حين علم أنه منهمك بلعب القمار فسافر إلى حلب واتصل بصاحبها الملك الناصر يوسف بن محمد الأيوبي، فأكرمه وقرر له رسوما، فجعل يبددها بلعب القمار. ولما ضيق عليه الملك عاد أدراجه إلى دمشق وأخذ يستجدي بشعره ويقامر.
وتوفي بحماة سنة ٦٧٥ هـ. له ديوان شعر صغير مطبوع.
ترجمته في: فوات الوفيات ٢/ ٥٤٦، النجوم الزاهرة ٧/ ٢٥٥، شذرات الذهب ٥/ ٣٤٩، هدية العارفين ٢/ ١٣٢، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٦٩ - ٣٧٠.
(١) يتيمة الدهر ٢/ ٢٩٦.
(٢) يتيمة الدهر ٢/ ٢٩٦.
(٣) مرّت ترجمته بهامش سابق.