[43] أبو الفضل، جعيفران بن علي بن أصغر بن
  الكلام. وكان والده من الأجناد الخراسانية.
  وقال أبو الفرج الأصبهاني: كان جعيفران يتشيّع ويكثر لقاء الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر #(١).
  وكان أديبا شاعرا مطبوعا ثم غلبت عليه الوداء، واختلط في أكثر أحواله، فإذا أفاق ثاب إليه عقله وطبعه.
  ومن شعره الذي هو مختار أغاني الخلفاء:
  أتهجر من تحب بغير جرم ... أسأت إذا وأنت له ظلوم
  تؤرقني الهموم وأنت خلو ... لعمرك ما تؤرقك الهموم(٢)
  قال: وقد رويت لغيره.
  والصحيح من شعره:
  ما يفعل المرء فهو أهله ... كلّ امريء يشبهه فعله
  ولا ترى أعجز من عاجز ... سكّتنا عن ذمّة بذله(٣)
  قال: وحدثنا عثمان الكاتب قال: كنت يوما جالسا برصافة مدينة السلام إذ جاءني جعيفران وهو مغضب فوقف عليّ فقال [من الرجز]:
  (استوجب العالم مني القتلا)
  فقلت: لم يا أبا الفضل، فنظر إليّ نظرة منكرة ثم قال [من الرجز]:
  لمّا شعرت فرأوني فحلا ... قالوا عليّ كذبا وبطلا
  إني مجنون فقدت العقلا ... قالوا المحال كذبا وجهلا
  أقبح بهذا الفعل منهم فعلا
  وذهب لينصرف فخفت أن يؤذيه الصبيان، فقلت له: إصبر فديتك حتى أقوم معك فإنك مغضب وأكره أن تخرج على هذه الحالة، فقال: أتراني أنسبهم إلى
(١) الأغاني ٢٠/ ٢٠٢.
(٢) الأغاني ٢٠/ ٢٠١.
(٣) ن. م.