نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[43] أبو الفضل، جعيفران بن علي بن أصغر بن

صفحة 488 - الجزء 1

  الكذب وتتخوّف مني مكافأتهم، ثم ولّى وهو يقول [من الرجز]:

  لست براض من جهول فعلا ... ولا مجازيه بجهل عقلا⁣(⁣١)

  لكن أرى الصفح لنفسي فضلا ... من يرد الخير يجده سهلا⁣(⁣٢)

  وقال سلمة النحوي: مررت ببغداد، فرأيت قوما مجتمعين فقلت: ما هذا؟

  فقالوا: جعيفران المجنون، فقلت: قل بيتا بنصف درهم. قال: هاته، فأعطيته، فقال:

  لجّ ذا الهمّ واعتلج ... كلّ همّ إلى فرج⁣(⁣٣)

  ثم قال: زدني حتى أزيدك⁣(⁣٤).

  وقال عثمان الكاتب أيضا: مرّ بي جعيفران والصبيان يشتدون خلفه يصيحون به: يا جعيفران يا خرّا في الدار فلما بلغ إليّ وقف، وتفرّقوا عنه فقال:

  يا أبا عبد اللّه:

  رأيت الناس يدعوني ... بمجنون على حالي

  وما بي اليوم من جنّ ... ولا وسواس بلبال⁣(⁣٥)

  ولكن قولهم هذا ... لإفلاسي وإقلالي⁣(⁣٦)

  ولو كنت أخا وفر ... رخيّا ناعم البال

  رأوني حسن الفعل ... أحلّ المنزل العالي

  وما ذاك على خير ... ولكن هيبة المال⁣(⁣٧)

  قال أبو الفرج: وتقدم جعيفران إلى أبي يوسف القاضي الأعور في حكومة شيء كان في يده من وقف، فمنعه منه، فقال: أراني اللّه أيها القاضي عينيك


(١) في هامش الأصل: «جهلا».

(٢) الأغاني ٢٠/ ٢٠٤.

(٣) اعتلج: كثر والتطم.

(٤) الأغاني ٢٠/ ٢٠٥.

(٥) البلبال والبلابل: شدّة الهم والوسواس في الصدور وحديث النفس. قال رسول اللّه ÷: إن أمتي أمة مرحومة لا عذاب عليها في الأخرة، إنما عذابها في الدنيا البلابل والزلازل والفتن.

(٦) الأقلال: الفقر، المقل: الفقير.

(٧) الأغاني ٢٠/ ٢٠٥ - ٢٠٦.