نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[44] أبو فراس، الحارث بن أبي العلى [سعيد بن]

صفحة 505 - الجزء 1

  والرّيح تجذب أطراف الرّداء كما ... أفضى الشّقيق إلى تنبيه وسنان⁣(⁣١)

  قلت: إن هذا إلّا سحر يؤثر، وهو أحد معجزاته.

  وله يخاطب شريرة جارية شارية قينة الواثق باللّه، وكان عبد اللّه بن المعتزّ يتعشق شريرة وأكثر غزله فيها:

  ومليح الدّلّ ذي غنج ... لابس للحسن جلبابا

  أثمرت أغصان راحته ... لجناة الحسن عنّابا

  خضّبت رأسي فقلت لها: ... فأخضبي قلبي فقد شابا⁣(⁣٢)

  وما ألطف قوله من أبيات في رقّة البشرة:

  يكاد يجري من القميص من النعم ... ة لولا القميص يمسكه

  أخذه ابن النبيه فقصّره واستحق اللوم فقال:

  لها معصم لولا السرار يرده ... إذا حسرت أكمامها لجرى نهرا

  وأنت إذا سمعت قوله في القصيدة البائية التي هجا بها الطالبيين:

  وكانت بنو حرب كسوكم عمائما ... من الضرب في الهامات حمر الذوائب

  جرت بين هذا التشبيه والاستعارة الذي أسعرت نار العداوة حمر الذوائب.

  وقال أبو الفرج الأصبهاني: كان لعبد اللّه بن المعتز غلام مغنّ بديع الجمال اسم نشوان، فجدر فخزن ابن المعتز وخاف عليه، ثم عوفي وقد نقطه الجدري فقال فيه:

  لي قمر جدّر لمّا استوى ... فزاده حسنا وزالت هموم

  أظنّه غنّى لشمس الضّحى ... فنقّطته طربا بالنجوم⁣(⁣٣)

  قال: وكان يوما بمجلس وعنده ندماؤه وقينة تغنّيهم في نهاية حسن الصوت وقبح الوجه فجعل عبد اللّه يخمشها ويتعاشق لها، فقال بعضهم: باللّه يا سيدي


(١) كاملة في أشعار أولاد الخلفاء ١٧٣ - ١٧٤.

(٢) كاملة في أشعار أولاد الخلفاء ١٤٨.

(٣) الأغاني ١٠/ ٣٢٩.