نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[45] السيد العلامة إمام الطريقة، أبو الحسين،

صفحة 507 - الجزء 1

  النجم بن إسرائيل لترك طريقة ابن عربي، قال المحمدي: الحسن أولى بالنبلا، وهو المعلم الأول في المنطق لي، وكم طفقت أشرب وسمى معارفه وأقول هذا الولي، وكذلك علم الحساب والجبر، ولم أقصد المقابلة بل جلّ همي البركة بتلك المعاوذة التي هي كالعسل والصبر، وببركته إذا استنشقت نسيم الفتح.

  وكانت ولادته كما كتب لي بخطّه بحصن ضوران سنة أربع وأربعين وألف بالدار التي دفن المتوكل على اللّه إسماعيل إلى جانبها.

  وارتحل إلى ذمار سنة إحدى وخمسين بعد موت والده العلامة بها، وأخذ العلم بها عن السيد الهادي الجلال، وكان متصوفا، وعن غيره.

  ثم ارتحل إلى صنعاء فاستوطنها وأخذ عنه الناس وانتفعوا به، وهو المتفرد هذا الزمان بعلم الحكمة خاصة المنطق والحساب والإلهيات على اصطلاح الأوائل، ويعرف مذهب الأشعري وقد يتهم به وليس كذلك، فإنه ألقى إلى عجره وبجره وأنس درايته لا يميل إلى غير أقوال الصوفية وميلهما الكلي، منهم الشيخ محيي الدين بن عربي، وليس بخاف سلوكه، فأما صوفية الرسالة، فإن القشيري برهن فيها أنهم سنيّة، وله إلمام قوي بعلم الحرف والسيمياء والكيمياء مع الزهد في الدنيا، والانقطاع عن الناس في بيته بالكلية، ومعرفة أقاويل الصوفية والسير في طريقهم، وهو مع الاعتزال لا يرضى به. وألّف الكتب النافعة ك «المزن الهتون بقطرات الثلاثة الفنون» وهي المعاني والبيان والبديع. سمعته منه وكتبته سنة عشر ومائة وألف، وله في المنطق «جمال الجلال» وهو معروف، وله «آلة الحكمة الرسمية في شرح الأبيات الميمية» وهي أبيات له ذكر فيها قسمي التصور والتصديق ثم شرحها، وذكر: إن الإرادة بالحكمة الرسمية المكتسبة بالنظر والشيء لاستفادة العلوم والسالكون طريقها هم الحكماء المشاؤون كأرسطاطاليس وأتباعه، وتقابلها الحكمة الإشراقية وطريقهما تصفية النفس فإذا صفت انتقشت فيها العلوم، وهي طريقة أفلاطون الإلهي ومن تبعه من علماء الإسلام كالسهروردي وغيره.

  ومن مؤلفاته: «شرح الورقات» للجويني في أصول الفقه، و «مقالات الصابية والحنفا» وله في علم الحرف مؤلف اشتهر بمكة، وفي النحو قصيدة هو الآن يشرحها، وشرح بعض قصائد العفيف التلمساني في الوحدة على اصطلاحهم المعروف.