[46] القاضي شرف الدين الحسن بن القاضي جمال
  بالساحل، ومن تحقق معانيه لها علم فضله ونبله، بل هذه الرسالة أفضل من الكتاب المقرّض.
  وكانت وفاته وقت السحر من ليلة الثلاثاء لتسع ليال خلون من صفر سنة تسع وسبعين وألف بصنعاء ¦، وهو شاب، ورثاه والده وغيره.
  * * *
  والجارودي: نسبة إلى أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني(١)، وهم بعض أهل المقالات، فزعم أنه زياد بن المنذر بن زياد بن الجارود العبدي، وهم فرقة من الزيدية، وكان المنذر بن زياد الجارود عاملا لعلي # على أزدشير حره ثم أنه سعي إلى أمير المؤمنين أنه خان الفيء فكتب إليه رسالة ذكرها الرضي في نهج البلاغة، وأما والده زياد بن الجارود فكان من العبّاد، ولما سارت أم المؤمنين عائشة إلى البصرة ومعها طلحة والزبير حاربها الجارود وهو ومن معه من ربيعة مع عامل أمير المؤمنين عثمان بن حنيف الأنصاري، فقتل الجارود وأصحابه، وذلك قبل قدوم أمير المؤمنين وقبل وقعة الجمل، وحكي أن عبد الملك بن مروان قال لجلسائه يوما: أتدرون من أشدّ الناس قلبا، وأقواهم نفسا؟ فقالوا وأكثروا، فقال عبد الملك: أشدّ الناس عبد القيس، وأشدها زياد بن الجارود، ضربت ساعة يوم البصرة فقطعت فأخذها بيمينه وقلّبها وقال:
  يا ساق لن تراعي ... إن معي ذراعي
  أحمي بها كراعي
  ثم ضرب بساقه قاتله فقتله، وحبا حتى صار إليه واتكأ عليه، فقيل له: من قتلك يا زياد؟ قال وسادي، وإليه وإلى أصحابه يشير أمير المؤمنين بقوله #:
(١) زياد بن المنذر الهمذاني الخراساني، أبو الجارود: رأس «الجارودية» من الزيدية. من أهل الكوفة. كان من غلاة الشيعة. افترق أصحابه فرقا، وفيهم من كفر الصحابة بتركهم بيعة عليّ بعد وفاة النبي ÷. له كتب، منها «التفسير» رواية عن أبي جعفر الباقر. وكان يزعم أن النبي ÷ نص على إمامة عليّ بالوصف لا بالتسمية، توفي بعد سنة ١٥٠ هـ.
ترجمته في:
الفرق بين الفرق ٢٢، وفهرست الطوسي ٧٢، خطط المقريزي ٢: ٣٥٢ وهو فيه: «زياد بن المنذر العبدي، أبو الجارود، ويكنى أبا النجم»، اللباب ١: ٢٠٣، الاعلام ط ٤/ ٣ / ٥٥.