[47] الوزير أبو محمد، الحسن بن هارون بن
  ومن شعره [من الخفيف]:
  قال لي من أحبّ والبين قد جدّ وفي مهجتي لهيب الحريق
  ما الذي في الطريق تصنع بعدي؟ ... قلت أبكي عليك طول الطريق(١)
  وقال الثعالبي في يتيمة الدهر: كان للوزير أبي محمد المهلبي جارية مغنية اسمها «تجني» قد اشتهر بحبّها اشتهارها بحسنها، وله فيها قطع الرياض من الشعر فمنها [من المنسرح]:
  مررت فلم تثن طرفها تيها ... يحسدها الغصن في تثنّيها
  تلك تجني التي جننت بها ... أعاذني اللّه من تجنّيها(٢)
  وله فيها [من الخفيف]:
  ربّ يوم لبست فيه التصابي ... وخلعت العذار في العذر عني
  في محل تحلّه لذّة العي ... ش وتجني سروره من (تجني)(٣)
  وله فيها أيضا: [من الوافر]:
  أراني اللّه وجهك كل يوم ... صباحا للتيّمن والسرور
  وأمتع ناظريّ بصفحتيه ... لأقرا الحسن من تلك السطور(٤)
  ومن المنسوب إليه أيام إضاقته:
  ولو أني استزدتك فوق ما بي ... من البلوى لأعوزك المزيد
  ولو عرضت على الموتى حياة ... بعيش مثل عيشي لم يريدوا
  وقيل إنهما لأبي نؤاس يخاطب بها المحبوب.
  وحكى ابن خلكان عن أبي إسحاق الصابي قال: كنت يوما عند الوزير المهلبي فأخذ الورقة وكتب فيها، فقلت بديها:
  له يد برعت جودا بنائلها ... ومنطق درّه في الطّرس ينتثر(٥)
(١) يتيمة الدهر ٢/ ٢٣٨، وفيات الأعيان ٢/ ١٢٥، فوات الوفيات ١/ ٢٥٨.
(٢) يتيمة الدهر ٢/ ٢٣٥ - ٢٣٦.
(٣) يتيمة الدهر ٢/ ٢٣٦.
(٤) يتيمة الدهر ٢/ ٢٣٦.
(٥) الطرس: بالكسر - الذي يكتب فيه.