نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن

صفحة 535 - الجزء 1

  تخرج، وقيل إن مولده بالأهواز، وانتقل عنها وعمره سنتان، وأمه أهوازية اسمها جلبان.

  وكان أبوه من جند دمشق، ثم من أصحاب مروان بن محمد المنبوز بالحمار، ثم انتقل إلى البصرة فتزوّج جلبان وأولدها أولادا منهم أبو نؤاس⁣(⁣١).

  وكان فحلا مقدّما في المولدين، وله كل معنى مليح في كل فن خاصة خمرياته فإنها الغاية، وربّما أخذ معنى غيره فيها فاستحقه بالحظ ونسي ما قاله غيره.

  وذكر أبو الفرج الأصبهاني: إن أبا الشيص الخزاعي أنشد أبا نؤاس معنى له بديعا في الخمرة فأخذه أبو نؤاس وجعله في سبك قصيدة، ثم لم يلبث الناس أن تركوا قول أبي الشيص وأولعوا بقول أبي نؤاس، فلقيه أبو نؤاس بعد ذلك، فقال له: يا أبا علي، أتظن أن يروى لك معنى جيّدا في الخمر وأنا حيّ.

  وذكر أيضا أنه روي أن قصيدة أبي نؤاس التي أوّلها:

  يا شقيق النّفس من حكم ... نمت عن ليلي، ولم أنم⁣(⁣٢)

  ليست له وإنها من شعر والبة أستاذه. وكان يتعشّق أبا نؤاس فنحله إيّاها.

  وروى أبو الفرج أيضا عن الدعلجي غلام أبي نؤاس قال: سكر أبو نؤاس ليلة فجعلت أترنم بشيء منها فقال لي: أتدري من تغنى بأوّلها؟ قلت: لا، قال:

  أنا المغّنيّ والشعر لوالبة بن الحباب وأنت أعلم فلم أحدّث به حتى مات أبو نؤاس.

  قلت: لفظ حكم قرينة لأن أبا نؤاس ينتسب إلى الحكم بن سعد العشيرة، والقصيدة من مشهور شعره وجيّده، ومدح الرشيد واختص بالأمين وكان يهواه ولا يبوح خوفا منه، ومدائحه فيه صادرة عن ودّ خالص، وقال فيه في حياة والده الرشيد فيما يتعلق بالعشق:

  أصبحت صبّا ولا أقول بمن ... أخاف من لا يخاف من أحد


(١) وفيات ٢/ ٩٥.

(٢) كاملة في ديوانه ٤١.