[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن
  إذا تفّكرت في هواي له ... حسبت رأسي طارعن جسدي(١)
  وما أمدح قوله فيه من قصيدة:
  وإذا المطيّ بنا بلغن محمدا ... فظهورهن على الرجال حرام
  قربننا من خير من وطأ الحصا ... فلها علينا حرمة وذمام
  وله القصيدة الرائية السائرة في الخصيب عامل مصر، وهي مشهورة مختارة ومن غايات القصيدة التي أولها:
  أيها المنتاب من عقره(٢) ... لست من ليلي، ولا سمره
  لا أذود الطّير عن شجر ... قد بلوت المرّ من ثمره(٣)
  ووددت لو خطر لي تذكر هذه الأبيات فأكتبها هنا لجودتها فهي وقصيدة أبي الحسن العكوك(٤) كسمط الجوزا.
  وكان أبو نواس يتشيّع وقال في أبي الحسن الرضا وقد عوتب:
  قيل لي أنت أحسن الناس طرّا ... في فنون من المقال النّبيه
  لك من جيّد القريض مديح ... يثمر الدّرّ في يدي مجتنيه
  فلماذا تركت مدح ابن موسى ... والخصال التي تجمّعن فيه
  قلت لا أستطيع مدح إمام ... كان جبريل خادما لأبيه(٥)
  وله أيضا في آل البيت:
(١) الأغاني ٢٥/ ١٥٨.
(٢) في الديوان: «عفره».
(٣) كاملة في الديوان ٤٢٧ - ٤٣١.
(٤) هو أبو الحسن علي بن جبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأنباري المعروف بالعكوك. خراساني الأصل، بغدادي المولد والنشأة. ولد أعمى سنة ١٦٠ هـ، وقيل كف بصره بالجدري وهو ابن سبع سنين. كان أسود أبرص، وكان من فحول الشعراء. قال الجاحظ في حقه (كان أحسن خلق اللّه انشادا، ما رأيت مثله بدويا ولا حضريا). قتله المأمون سنة ٢١٣ هـ، ولكن ابن المعتز يرجح الرواية القائلة: أن المأمون عفا عنه، وأنه مات حتف أنفه.
ترجمته في: وفيات الأعيان ٣/ ٣٥٠ - ٣٥٤، طبقات ابن المعتز / ١٧١، تاريخ بغداد ١١/ ٣٥٩، مختار الأغاني ٥/ ٣٢٩، سمط اللآلي / ٣٣٠، الشعر والشعراء ٧٤٢، روضات الجنات ٤٨٢، نكت الهميان ٢٠٩، شذرات الذهب ٢/ ٣٠، الكنى والألقاب ٢/ ٤٤٠، أنوار الربيع ٤ / هـ ٢٤٦.
(٥) الأغاني ٢٥/ ٢٩٣.