نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن

صفحة 539 - الجزء 1

  وعن الأصمعي قال: أرسلت إلى أم جعفر أن أمير المؤمنين قد لهج بعنان فإن صرفته عنها حكمتك، قال: كنت أترقب فرصة منه أتكلم فيها بحاجتي، إذ دخلت عليه مرّة وهو مغضب، فجلست ناحية فقال: مالك يا أصمعي؟ قلت:

  رأيت في وجه أمير المؤمنين غضبا فلعن اللّه من أغضبه، قال: هذا الناطفي واللّه لولا إنني لم أجر في حكم بين اثنين متعمدا لجعلت على كل جبل منه عضوا، وما لي في جارية إرب غير الشعر، قلت: أجل واللّه ما فيها غير الشعر فهل يسر أمير المؤمنين أن يجامع الفرزدق فقال: إعزب قبّحك اللّه وضحك وزال غضبه وأمر لي بجائزة، واتصل ذلك بأم جعفر فأجازتني.

  وكتبت عنان إلى أبي نؤاس مع جارية لها في كفّها:

  زرنا لتأكل معنا ... ولا تخلف عنا

  فأدخلها ونال منها وكتب في كفّها:

  نكنا رسول عنان ... والرأي فيما فعلنا

  وكان خبزا بملح ... قبل الشراء أكلنا

  فكتبت إليه:

  للنيك معنى ولكن ... ما للتهتّك معنى

  قالت: فما ترى في صراع ... فقال: إن شئت قمنا اصطرعنا

  قالت: فالرهن ماذا عليه ... فقال: الوصل تجعل رهنا

  ثم قال: قومي كذا بحياتي ... قالت: ظوّلت، دعنا ونكنا

  ومن شعر أبي نؤاس وفيه عاب إبليس بما فضحه:

  وليلة قصّرها طولها ... بالكرخ إذ متعت من خلوته

  أشرب من ريقته مرّة ... ومرّة أشرب من خمرته⁣(⁣١)

  في مجلس يضحك تفّاحه ... من الرّياحين إلى خضرته

  ليس يرى خلوتنا ثالث ... إلّا الذي يشرب من راحته

  حتّى إذا ألقى قناع الحيا ... ودارت الخمرة في وجنته


(١) في الديوان: «فضلته».