[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن
  الفرج كتابا، وكانت شاعرة جميلة، ودخل عليها يوما فقال:
  ما تأمرين بصبّ ... تكفيه منك قطيره
  فقالت:
  إياي تعني بهذا ... عليك فاجلد عميره
  فقال:
  أريد هذا وأخشى ... على يدي منك غيره
  فقالت: تعست وتعس من يغار عليك وعليها.
  ودخل إليها مرّة فقال:
  إن لي أيرا خبيثا ... لونه يحكي الحميتا
  لو رأى في الجوّ صدعا ... لنزا حتى يموتا
  أو رآه وسط بحر ... لغدا في البحر حوتا
  أو رآه فوق سقف ... صار فيه عنكبوتا
  فقالت له:
  زوّجوا هذا بألف ... ما أظن الألف قوتا
  بادروا ما حلّ بالمس ... كين خوفا أن يفوتا
  قبل أن ينعكس ال ... داء فلا يأتي ويؤتى
  وتضاحكت فغلبته وخجل.
  وذكر الأصبهاني: أن الرشيد كان يجن بعنان هذه ودفع لمولاها فيها مائة ألف دينار فأبى أن يبيعها، وكانت زبيدة تغار منها، فدسّت إلى أبي نؤاس إنك إن قلت: ما يصرف قلب أمير المؤمنين عن جارية الناطفي فلك حكمك فقال:
  إن عنان النطاف جارية ... أصبح حرها للأير ميدانا
  ما يشتهيها إلّا ابن زانية ... ومرطبان يكون من كانا
  فكان الرشيد يقول: قبّح اللّه أبا نؤاس، نغّص عليّ لذّتي في عنان، ومنعني شراها بشعره.
  قلت: كان للقوم أعراض يقونها، وأفهام تعي الشعر.