[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن
  قال الثعالبي في كتاب ألفه لخوارزم شاه: إن حمالا مرّ بسوق بغداد، وعلى رأسه جرّة عسل فوقعت إلى الأرض فانكسرت، وأقبل الصبيان يلعقون العسل ويلعنون الشيطان، فترائى لهم وقال: يا أولاد الزنا هذا جزائي إذ ألعقتكم العسل.
  وقال أيضا: إن جماعة من النخّاسين وثبوا على شيخ أعجمي فحلقوا لحيته، ونتفوا شواربه ثم سلّطوا الزنابير على وجهه فلسعته حتى تورّم وجهه حتى ضاقت عيناه، ثم باعوه على أنه غلام تركي، فترائى لهم إبليس وقال: هذه الحيلة لم تكن في حسابي.
  ورآه الإمام اللغوي أبو بكر بن دريد في صورة شامي طوال فسأله عن كنيته فقال: أبو ناجية، والواقعة ذكرها ابن خلكان(١).
  ورآه إبراهيم الموصلي النديم في صورة شيخ أبيض اللحية بيده عكّازه ونادمه يومه وغنّى له، ولولا طول حكايته لذكرها.
  وكان أبو نؤاس يهوى جنان جارية آل عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي البصري المحدّث الذي كان ابن مناذر(٢) الشاعر يحب ابنه، وله فيه أشعار، وكانت جنان حلوة جميلة أديبة، وقيل إن أبا نؤاس لم يصدق في حب امرأة غيرها، وحجّت عاما فحجّ معها وقال وهو أحد أصوات الأغاني:
  ألم تر أنني أفنيت عمري ... بمطلبها ومطلبها عسير؟
(١) وفيات الأعيان ٤/ ٣٢٧.
(٢) محمد بن مناذر اليربوعي بالولاء، أبو جعفر: شاعر كثير الأخبار والنوادر. كان من العلماء بالأدب واللغة، تفقه وروى الحديث. وتزندق، فغلب عليه اللهو والمجون. أصله من «عدن» أو من «البصرة» ومنشؤه وشهرته في الثانية. اتصل بالبرامكة ومدحهم، ورآه الرشيد بعد نكبتهم، فأمر به أن يلطم ويسحب. وأخرج من البصرة لهجائه أهلها. وذهب إلى مكة، فتنسك، ثم تهتك.
ومات فيها سنة ١٩٨ هـ.
ترجمته في: معجم الأدباء ١٩/ ٥٥ - ٦٠، وبغية الوعاة ١٠٧ ولسان الميزان ٥: ٣٩٠ وفيه، عن أحد معاصريه: «رأيت ابن مناذر في الحج سنة ١٦٨ فلما صرنا إلى البصرة أتتنا وفاته» وهذا التاريخ لا يتفق مع إدراكه نكبة البرامكة. وتكرر فيه اسم أبيه «منادر» تصحيف «مناذر» وفي القاموس، مادة نذر، ما يفهم منه ترجيح ضبطه بفتح الميم، جمع منذر، قال: «لأنه محمد بن المنذر بن المنذر بن المنذر» وهو خلاف المشهور، وفي لسان الميزان: كان إذا قيل له ابن مناذر - بفتح الميم - يغضب ويقول: إنما «مناذر» كورة من كور الأهواز. واسم أبي مناذر، بالصم.
وفي معجم البلدان ٨: ١٦٠ شيء بهذا المعنى. والشعر والشعراء ٣٦٤ والموشح للمرزباني ٢٩٥ وعصر المأمون ٢: ٤٠٠، الاعلام ط ٤/ ٧ / ١١١.