[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن
  فلما لم أجد شيئا إليها ... يقرّبني وأعيتني الأمور
  حججت وقلت قد حجّت جنان ... فيجمعني وإيّاها المسير(١)
  ورآها مرّة وهي تلطم وجهها في مأتم فقال:
  يا قمرا أبرزه مأتم ... يندب شجوا بين أتراب
  تبكي فتذري الدّرّ من نرجس ... وتلطم الورد بعناب
  أبرزه المأتم لي كارها ... برغم دايات وحجّاب
  لا زال دأبا موت أحبابه ... ودأب أن أبصره دابي(٢)
  وكان سفيان بن عيينة إذا ذكر هذه الأبيات يقول: لقد أحسن أبو نواس هذا بفتح النون وتشديد الواو.
  وغاضبة مرّة فوجه إليها رسولا فجاوبته بما يكره، فلم يخبر الرسول بما قالت، وتبيّن ذلك أبو نواس في وجهه فقال:
  فديتك، فيم عتبك من كلام ... نطقت به على وجه جميل؟
  وقولك للرسول عليه غيري ... فليس إلى التّواصل من سبيل
  فقد جاء الرّسول به انكسار ... ووجه ما عليه من قبول
  ولو ردّت جنان مردّ خير ... تبيّن ذاك في وجه الرسول(٣)
  وروى أبو الفرج: إن محمد بن عمير التيمي مرّ أيام قضائه فرأى أبا نواس قد خلا بامرأة يكلّمها، وكانت جارية، برسالة جنان، فقال له: إتّق اللّه، قال:
  إنها حرمتي، قال: فضها عن هذا الموضع، فلما انصرف كتب إليه:
  إنّ الّتي أبصرتني ... سحرا أكلّمها رسول
  أدّت إليّ رسالة ... كادت لها نفس تسيل
  من ساحر العينين يج ... ذب خصرها ردف ثقيل
  فلو أنّ اذنك بيننا ... حتى تسمّع ما نقول
  لرأيت ما استقبحت من ... أمري هو الحسن الجميل(٤)
(١) الأغاني ٢٠/ ٧٠.
(٢) الأغاني ٢٠/ ٧٩، الأغاني ٢٥/ ١٣٨، ديوانه ٢٤٢.
(٣) ديوانه ٢٤٩.
(٤) وفيات الأعيان ٢/ ١٠١، ديوانه ٢٧٠.