نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن

صفحة 546 - الجزء 1

  ولم يزل أبو نواس مولعا بذم أرض العرب لقشفها، وهو كذلك والطلح والعشر من نباتها، والأول بارد يابس ينفع الإسهال الدموي وتعرفه الأطبّاء بأيام غيلان، وصمغه بارد رطب، وهو معتدل وهو يدل للكثير أو هو يعدل الأدوية الحارّة، وقد ينبت الطلح بغير أرض العرب، وأما العشر فقد قيل أنه لا ينبت بغير اليمن، وقد رأيته أنا بالحجاز، وهو يتوعى ضار مهلك إن أفرط استعماله، ولا ينفي استعماله من داخل بحال، ومزاجه حار يابس في الرابعة، يستأصل البارحين وسكّره جليل المنافع مفتح جلا.

  وتوفي أبو نواس في أوائل خلافة المأمون⁣(⁣١)، وكان مبعدا له لميله إلى الأمين، ورؤيت له منامات صالحة كما ذكره المؤرخون، واللّه واسع العفو.

  * * *

  ولم يسمع في أذواء اليمن من سمي ذا نواس إلّا زرعة واسمه يوسف وهو صاحب الأخدود ويعرف بذي نواش، بفتح النون والواو المشدّدة وبعد الألف شين معجمة، وكان غلاما جميلا فبعث إليه ذو شناتر ملك حمير لما بلغه جماله، فلما خلا به ذو شناتر قتله ذو نواش بحديدة سترها في خفّه، وكان ذو شناتر إذا فرغ من الغلام جعل فيه سواكا وأشرف على حرسه فإذا خرج الغلام صاحوا به أرطب أم يباس، فجعل ذو نواش مسواك الملك في فيه ثم خرج عليهم فصاحوا به فقال: ستعلم الأحراس، أست ذي نواس، أرطب أم يباس، فلما رأوه أنه قتل الملك ملّكوه، وكانت حمير لا تملّك الغلام إذا فعل به ذلك الفعل، ولم يكن ذو شناتر من بيت الملك وعلى ذي نواش خرجت الحبشة ودلّ السجع الذي قاله أنه بالسين المهملة.

  وأبو نواس أعلم بأخبار أهله، نعم، إنّما لقب بذلك لأنه كان له عمامة لها طرفان ينوسان على كتفه، ويجوز أن يقال نائس وناس بمعنى واحد.


(١) في هامش ب: «وفاته في بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة، ومولده في سنة ست وأربعين ومائة».