[49] الشيخ المجيد، أبو علي الحسن بن عبد
  وذكره أبو الحسن بن بسّام في «الذخيرة» وأورد له من قصيدة:
  ما زال يختار الزمان ملوكه ... حتى أصاب المصطفى المتخيرا
  قل للألى ساسوا الورى وتقدموا ... قدما هلموا شاهدوا المتأخرا
  تجدوه أوسع في السياسة منكم ... صدرا وأحمد في العواقب مصدرا
  إن كان رأي شاوروه أحنفا ... أو كان بأس نازلوه عنترا
  قد صام والحسنات ملء كتابه ... وعلى مثال صيامه قد أفطرا
  ولقد تخوّفك العدوّ بجهده ... لو كان يقدر أن يردّ مقدّرا
  إن أنت لم تبعث إليه ضمّرا ... جردا بعثت إليه كيدا مضمرا
  يسري وما حملت رجال أبيضا ... فيه ولا ادّرعت كماة أسمرا
  خطروا إليك فخاطروا بنفوسهم ... وأمرت سيفك فيهم أن يخطرا
  عجبوا لحلمك أن تحوّل سطوة ... وزلال خلقك كيف عاد مكدّرا
  لا تعجبوا من رقّة وقساوة ... فالنار تقدح من قضيب أخضرا(١)
  قلت: هذا شعر متين إلى الغاية، فيكون الشيخ المجيد بمن أوتي النثر والنظم، فترك كل كاتب في النازعات لما عمّ.
  وعلى ذكر حسن الكيد في القتال، فقد أجاد أبو الطيّب بقوله:
  الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هي أوّل وهي المحل الثاني
  وإنما هو معنى قول النبي ÷: الحرب خدعة، وإنما يخدع عدوه ذو الرأي، وإنما كان كذب المهلب من هذا النمط لأنه كان صاحب حرب، وإلّا فأي شيء أوضع بصاحبه من الكذب، ثم هو ثلث النفاق.
  وأجاد أبو عبادة البحتري(٢) بقوله:
  يوم أرسلت من كتائب آرا ... ئك جندا لا يأخذون عطاء
  وتوّد الأعداء لو يضعف الجي ... ش عليهم وتصرف الآراء(٣)
(١) الذخير، وفيات الأعيان ٢/ ٩٠.
(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.
(٣) كاملة في ديوانه ١/ ١٣ - ١٩.