[50] الداعي، الحسن بن إدريس بن علي بن الحسين
  من كل من هو للفتى متعصب ... بالتاج غاز بالجيوش مظفر
  تعنو الوجوه لسيفه ولرمحه ... بعد السجود لتاجه والمغفر
  يا رب مفتخر ولولا سعينا ... وقيامنا مع جدّه لم يفخر
  فافخر بقحطان على كل الورى ... فالناس من صوف وهم من جوهر
  وخلافة الخلفاء نحن عمادها ... فمتى نهمّ بعزل وال نقدر
  مثل الأمين بن الرشيد وفتكنا ... بها ومثل ابن الزبيري والقسوري
  وبكرهنا ما كان من جهّالنا ... في قتل عثمان ومصرع حيدر
  وإذا غضبنا غضبة يمنيّة ... قطرت صوارمنا بموت أحمر
  فغدت وهاد الأرض مشرعة دما ... وغدت شباعا جايعات الأنسر
  وقد أجاد الشعر على ضلاله فيه الجواب للداعي الحسن بن إدريس المذكور:
  نشوان مفتخر بقحطان على ... عدنان جهلا بالعلا والمفخر
  ذكر التبابعة الثمانين الأولى ... ملكوا البسيطة برهة من حمير
  أوليس قد ملكتهم الأحبوش في ... أيام أبرهة الشقيّ الأبتر
  لولا ملوك الفرس ما برحوا لهم ... خولا ولو أغفلت قصّة وهزر
  ومننت بالأنصار إذ نصروا الهدى ... والمنّ للّه العليّ الأكبر
  أترى المهيمن خاذلا لنبيّه ... وتقول لولا نصرهم لم يظهر
  واللّه مظهر دينه ونبيّه ... وعدا عليه برغم أنف المفتري
  وممدّه بملائك ومهاجر ... وبحمزة أسد الإله وجعفر
  وقضية الخلفاء لا تفخر بها ... إن كنت ذا لبّ وعقل فاقصر
  أمنوا وزارتهم فخلّوا أمرهم ... لعبيدهم طمعا وما من منكر
  كبرت نفوسهم على ساداتهم ... من كل أروع كالهزبر غضنفر
  وتملّكوا لبني بويه وديلم ... ولترك يأجوج وقوم البربر
  بئس البديل بها وبئس فخر من ... يبغي الفخار وإن بذلك فالخر
  وزعمت أن بالكره منكم ما جرى ... من فعل جاهلكم بغير تبصّر
  فخرجت شرّ تهكّم بشماتة ... في أمر عثمان كأن لم تشعر
  إن الزبير وإن طلحة ألّبا ... ذاك الحصار وسل عليما يخبر
  لولا مهاجرة النبي وفتكهم ... وقيامهم في أمره لم يحصر