نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[50] الداعي، الحسن بن إدريس بن علي بن الحسين

صفحة 552 - الجزء 1

  وشركت أشقاها بمصرع حيدر ... فكسبت خزيا دائما في المحشر

  وكفى لعدنان بأحمد مفخرا ... وبأهله أهل التقى والكوثر

  وما أقصر في الردّ عليه فإنه أحمق بلغ من عصبيّته لحمير إن عرّض برسول اللّه ÷ حيث قال: «يا ربّ مفتخر ...» فاعتقد الأحمق أن لولا الأنصار وهم من اليمن لما أظهر اللّه دين نبيّه، وكان لا يفتخر عليه هذا الشريف الذي افتخر بجده فخرج عن الإسلام لهذا المعتقد، وهل أغنت الأنصار رحمهم اللّه تعالى يوم حنين؟ وإنّما ثبت مع رسول اللّه ÷ بهاليل فهر من بني عمّه كعلي والعباس وأبي سفيان بن حرب⁣(⁣١)، ولا يخفى أن الأنصار وغيرهم إنما عزوا به ÷ بعد الهوان حتى تحكموا في ملوك فارس والروم، فكيف يحل لمسلم أن يقول لولا اليمن ما ظهر دينه ولا كان ونحن إنّما عهدنا حمير باليمن رعيّة أذّل من عير الحي والوتد، والظاهر من قبل هو ما يشاهدوه أعجز الناس عن القتال، وبذلك قهرهم السودان حتى استنقذتهم عسكر الفرس وهم ثلاثمائة أسير كانوا بالسجن وحمير أمم لا يحصون ثم ملكهم أولئك الثلثمائة حتى جاء الإسلام وخافوا رسل النبي ÷ فبادروا إلى الإسلام طوعا وخوفا من دولة الفرس وتعززا بالنبي العدناني، ومن العجائب أن قبائل اليمن الذين بالشام قاتلوا مع بني أمية وليسوا من الملك في العير ولا في النفير، ومع ذلك ينصرون الباطل، ولما حارب مروان بن الحكم باليمانية زفر بن الحارث الكلابي القيسي ومعه قيس عيلان في طاعة ابن الزبير كان مروان ينشد والرؤوس تتطاير كالمتعجّب من تسخيرهم لملك غيرهم:

  وماذا لهم غير حين النفو ... س أي غلامي قريش غلب

  يريد أنهم يقتلون أنفسهم لملك قريش، وذلك يوم مرج راهط.

  وقا أبو العلاء المعري وهو قضاعي حميري:

  لتذكر قحطان آثارها ... وتزهو بأملاكها حمير

  فعامل كسرى على قرية ... من الطف سيّدها المنذر

  يعني به والد النعمان بن المنذر.


(١) في الأصل: «بن الحارث» وما صوبناه من المراجع الأخرى.