[51] القاضي، الحسن بن أحمد الحيمي الأصل،
  يا بني المنصور أنتم عصبة ... أسد حرب ليس يثنيها الجزع
  فانصروا الداعي منكم وانظروا ... يوم بدر ثم ردوه جدع
  فالذي قام به والدكم ... وحيال الكفر فيه قد صدع
  والفتى إن يتّبع والده ... فهو شيء لم يكن بالمبتدع
  جاهدوا الكفّار في اللّه فقد ... شمت برق النصر عن ذاك لمع
  أنتم السادة من كل الورى ... ورؤوس الناس في الحق تبع
  أنتم كالشمس مثلا قاله ... جدكم والشيعة أمثال القزع
  وهي طويلة مطبوعة.
  وأورد لنفسه غيرها في رحلته، وذكر أن المطر يقيم ببلاد الحبشة أربعة أشهر في السنة مطبقا.
  قلت: وذلك فصل الصيف جميعه، وشهر من فصل الخريف وهو أيلول، فقد بان بذلك إن زيادة النيل بأمطار الحبشة لأن الزيادة تبتدئ بأول الصيف ثم لا تزال تتناهى إلى آخر أيلول كما ذكرناه سابقا.
  قال القاضي: بأنه تواتر له أن نارا عظيمة تقع من السماء في كل عام في أيام المطر هناك فتحرق جميع ما تنزل عليه كالقرية والبلدة الواسعة وليست بالصاعقة المعروفة ذات الصوت، وهو جدّ القاضي الأديب خطيب شبام أحمد بن محمد المذكور في الهمزة(١).
  وبيلوا، بكسر الموحّدة وإسكان الياء المثناة من تحت وبعد اللام المضمومة واو: مرسى بناحية براري السودان، وهذه البلاد مع الحبشة في الإقليم الأول.
  قلت: لا يشك أحد علم جغرافيا إن دورة كرة الدنيا أربعة وعشرون ألف فرسخ، وهذا قطعي عندهم برهن عليه موسى بن شاكر في أيام المأمون، فزعم الكياني أن للسودان اثني عشر ألف فرسخ، وللروم ثمانية آلاف، ولفارس ثلاثة آلاف، وللعرب ألف فرسخ، والظاهر أنه أدخل البربر والهند والسند وجزائرهما في السودان لأنهم منهم، وأدخل الأفرنج والصقالبة والروس في الروم لأن بلادهم متجاورة، وأدخل الصين والترك ويأجوج ومأجوج في فارس لتجاور
(١) ترجمة المؤلف برقم ٢١.