نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[51] القاضي، الحسن بن أحمد الحيمي الأصل،

صفحة 558 - الجزء 1

  كل يوم وله من همّه ... ما أطار النوم عنه وودع

  وأشاب الرأس من أهواله ... وتجافى الجنب طيب المضطجع

  أنكرت عينيّ ما تألفه ... فتحلى بالجلا بعد الضلع

  ولقد زاد فؤادي وصبا ... ما رأت عيناي من أهل البدع

  صرت في أرض قليل خيرها ... وكثير الشرّ فيها يصطنع

  أهلها صنفان إما فرقة ... فنفت خالقها مع ما صنع

  جعلت ربا نبيا مرسلا ... جاء بالصدق وبالحق صدع

  ثلّثوه وهو رب واحد ... جلّ عن ذلك ربّي وارتفع

  لم يلد كلّا ولم يولد ولا ... أحد شاركه فيما صنع

  قهروه وهو ربّ قاهر ... بطل الوصف بهذا واندفع

  وزعمتم ذاك فيما بينكم ... كيف ربّ ظلموه ما منع

  في آخر هذه الأبيات إشارة إلى أبيات أبي العلاء في إلزامه لعبّاد المسيح ~، إلّا أن القول بما فيه طمع لا ينبغي إطلاقه على المسيح # وما أنزه عبارة كتاب اللّه تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}⁣(⁣١) وأمه صدّيقة، كانا يأكلان الطعام فتأمل قوله: «ابن مريم» فإنه حجة لأنه قوّة قولك حدث من امرأة بعد أن لم يكن وكل ما ذلك شأنه فهو محدث، ثم مدح أمه البتول بالصّديقة ويأكلان الطعام أما أن يكون صريحا لأن آكل الطعام ليس بربّ لاحتياجه إليه، أو يكون كناية وهو أبلغ، يعني أنهما يحتاجان إلى ما يحتاج إليه الناس من الخلاء، فبلاغة الكتاب العزيز مما تحيّر العقول، وتصيّر كل فارس في ميدان الفصاحة صعب المرام وهو ذلول، ومن هذه القصيدة لأنه رأى ثمة مسلمين جهالا:

  ورأينا فرقة ظالمة ... تركب الفحش وتأتي بالقذع

  تدّعي الإسلام لكن ماد رت ... شارع الإسلام ما كان شرع

  تنظر المنكر في ساحاتهم ... وعليه الناس جمعا وجمع

  لا يرى الرحمن منهم طاعة ... سيّما الاثنين وأيام الجمع

  ومنها:


(١) سورة المائدة: الآية ٧٥.