[52] السيد أبو أحمد، الحسن بن المطهر بن محمد
  قال السيد أحمد أيضا: وفي سنة خمس وسبعين وألف أيام نيابة والده بالمخا قدم ملك ما وراء النهر أبو الفتح عبد العزيز خان بسبب أن ابن أخيه سيحان قلي خان غلب على الملك ومالت العامة إليه وأيقن عبد العزيز أن ملكه لا يعود إلّا بحروب شديدة، فجنح إلى السلم وكان شيخا كبيرا وقد جاوز التسعين، وقصد أن يحجّ وخرج معه نحو عشرة آلاف ممن ثبت معه وأراد صرفهم فامتنعوا لعلّتي المحبّة والرجاء، فلما وصل إلى أول مملكة شاه سليمان الصفوي قابله بإكرام لم يسمع بمثله وفرش له ولمن معه الطريق بالديباج ليمشوا عليه حتى دخل أصفهان، ثم نصحه الشاه بأن يفرق من معه لئلا يشوّش بمن يمرّ به من ضعفه الملوك فصرفهم للضرورة وفرّق فيهم أموالا جليلة وأبقى نحو الألف، ثم سافر فزار وحجّ وعزم على المجاورة، ثم بدا له الدخول إلى الهند ليستنجد بسلطانه ليد كانت له عنده وهي: أن ملك الهند غزاه فتراكمت عليهم الثلوج لأن بلاد ما وراء النهر باردة، والهند حار لا يقع به الثلج، فاستسلموا فنكل عبد العزيز عن حربهم كرما، ولو أراد استأصلهم(١) ثم أضافهم، فكان يروم الغرم بالهندي لاسترجاع ملكه وكان وروده إلى المخا في هيئة ملكية ومعه كاتب عسكر وقاضي عسكر مفت لهم، فمات بالمخا وانقطع سمط أمله فرموا حشوته وطلوه بالممسكات لأجزائه ثم حملوه في صندوق إلى المدينة المشرفة بوصيّة منه فدفنوه بها.
  قلت: الهند حار كاليمن وعراق العرب والحبشة ومصر فلا ينزل عليه الثلج إلّا بلاد قشمير فهي كبلاد الجبل، أعني عراق العجم في الثلج، وإنبات الزعفران. ومادة الثلج كما ذكر أرسطو، بخارات رطبة تتكاثف في الطبقة الزمهريرية يجمّدها فرط برد الهوا فتسقط قطعا كالبرد في البلاد الباردة.
  وكانت وفاة السيد أبي أحمد المذكور أحوج ما كان إليها عند تغيّر مزاج الدهر، يوم الاثنين الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة مائة وألف بصنعاء، ودفن بخزيمة، ¦.
(١) في هامش الأصل: «لفعل».