نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[52] السيد أبو أحمد، الحسن بن المطهر بن محمد

صفحة 566 - الجزء 1

  قلت: هذا السجع أفصح مما رأيته لأخيه ضياء الدين جعفر⁣(⁣١) الذي قرظ به سمط اللآلي، ولا سيما آخر هذا فإنه انسجم وتناسب إلّا قوله: «درّ يلوح بان إلى آخره»، فلو أعفى القاضي شرف الدين عن⁣(⁣٢) هذا البلد المردد لكان أولى له، وإلّا قوله: «وما ظننت بأن السحر يبدو للعيون جهارا» فلا معنى له لأن القصد بالسحر أثره وهو يبدو جهارا كثعابين سحرة فرعون وما يلوح من ألحاظ الملاح، والبيت وهو: «سرينا ونجم قد أضاء» مما يستشهد به النحاة في مجيء المبتدأ نكرة بعد واو الحال، وليس استشهاده به بواقع في محله، إلّا أن هذين السيدين في اعتقاد كثير أفصح كتّاب اليمن، لأن الدولة لا عناية لهم بكتاب الإنشاء، اللهم إلّا المؤيد باللّه المنصور باللّه، فكان لهما مثل القاضي أحمد بن سعد الدين وهو كاتب وليست له فصاحة ابن زيدون ولا الصابي ولا عبد الحميد وابن العميد، لكنه يشحن رسائله إلى الملوك القاصين بآيات الكتاب والسنّة.

  وقطربل، بضم القاف وإسكان الطاء المهملة وضمّ الراء وضم الموحدة المشدّدة ثم لام: بلد بسواد بغداد ينسب إليها الخمر الجيّد كعكبرا وعانة.

  وأبيات القاضي الحسن مما لم يذكر في ديوان شعره.

  وقال ولده شمس الدين أحمد بن الحسن: وفي أيام ولاية أبيه للمخا اجتاز به عالم المدينة الشريفة السيد محمد بن عبد الرسول بن عبد السيد الموسوي الحسني الرزنجي الشافعي رسولا من أمير مكة الشريف سعيد بن بركات، أرسله إلى صاحب الهند محمد أورنق ريب بن شاه خان بسبب أن السلطان محمد أرسل صدقة لأهل الحرمين فأخذها الشريف ولم يفرّقها، فغضب السلطان، ولما بلغ الشريف أرسله لاستعطافه فلم يأذن له بالوصول إلى حضرته، فعاد خائبا وشفع له بعض الأمراء فلم ينجع، وذلك في سنة أربع وتسعين وألف، واجتمع بالسيد الحسن بن المطهّر في ذهابه وإيابه، ودارت بينهما مراسلات ومشاعرة، وألف الرزنجي برسمه رسالة سمّاها: الأهتدا في الجمع بين أحاديث الأبتدا.

  قلت: ذكر الشيخ مصطفى بن فتح اللّه الحموي في فرايد الرحلة: أن الرزنجي مات عائدا من الروم سنة أربع عشرة ومائة وألف تقريبا.


(١) ترجمه المؤلف برقم ٤١.

(٢) في هامش الأصل: «من».