[53] الإمام أبو محمد، الحسن بن بدر الدين
  طاب سماحا وعنصرا وزكا ... فرعا وأصلا فعد ممتنعا
  الواهب الجرد في أعنّتها ... والضارب الهام والطلا جمعا
  في مارق لو يشق ذو الرعب ال ... قشعم جنبي قناته وقعا
  حيث نرى البيض وهي ساجدة ... والنقع بين الصفوف قد سطعا
  يا سيّد العالمين كلّهم ... وخير من قام داعيا وسعا
  أحييت ميتا من الهدى ولو ... لاك لم ينتعش ولا ارتفعا
  وكنت كالنيّرين ما طلعا ... إلّا وطار الظلام وانقشعا
  بل كنت كالليث حول أشبله ... والسيف مهمّا هززته قطعا
  بل كنت كالموت للعصاة إذا ... حل على معشر فلن يدعا
  لا أكذب اللّه إنني رجل ... وجدت خصل الكمال فيك اللّه قد جمعا(١)
  العلم والفضل والشجاعة وال ... رأي وفيض السماح والورعا
  أجاد فيها وأشبه ما قلدته الغادة جيدها وما لاح في فيها، وهي أطول مما ذكرت، وما سمعت بأشعر منه ممن قام بتلك الناحية، ويلوح من خلال شعره نسيم الظرف والرشاقة، كما يجد ذلك الأديب العارف بأشعار الناس.
  وللّه در ابن الهبّارية إذ قال في الصادح والباغم ما كل من قال شعر، والبيتان وهما: «الألمعي الذي يظن بك الظن» وما بعده ضمّنهما من شعر أبي عبادة البحتري من قصيدة له يمدح بها الإمام المعتز باللّه.
  وللإمام المذكور يهنئ الإمام [المهدي](٢) أحمد بن الحسين بسلامته من الحشيشية، وكان قد وثب عليه رجلان منهم طعنه أحدهما فجرحه وسلم وقتلا، قيل دسّهما عليه الملك المجاهد يوسف بن عمر ملك اليمن [الأسفل]، وقيل ذلك بإشارة الإمام المستعصم باللّه العباسي:
  راموك واللّه رام دون ما طلبوا ... وكيف يفرق شمل أنت جامعه
  كم قبل ذلك من فتق منيت به ... واللّه من حيث يخفي عنك دافعه
  عوايد لك تجري في كفالته ... لا يجبر اللّه عظما أنت صارعه
  ضاقت جوانبه وانسدّ مخرجه ... وأنت فيه رحيب الصدر واسعه
(١) كذا في الأصل.
(٢) ما بين المعقوفين من ب.