[53] الإمام أبو محمد، الحسن بن بدر الدين
  ردّا إليه وتسليما لقدرته ... فيما تحاوله أو ما تدافعه
  وبالجملة، فكان المنصور من الأفاضل العلماء الكبار، وبويع له بناحيته بالإمامة بعد قتل الإمام الشهيد أحمد بن الحسين ممدوحه، وكان قتل الإمام أحمد ولقبه المهدي من العجائب، وذلك أن أحد أتباعه من المعتزلة العلماء واسمه الشيخ حسن الرصّاص بفتح الراء والصاد المهملتين بينهما ألف، والأول مشدّدة، وكانت له طعمة أرض من الإمام تغلّ له شيئا من الشعير فقبضها المهدي فغضب وأفتى القبائل بإباحة دمه وانحلال إمامته، ثم خرج عليه في الصيد وغيرهم من قبائل همدان ومعهم أولاد الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة - الآتي ذكره(١) - فقتلوه وحزّوا رأسه، وداسوا شلوه بالخيل، ثم حمله بعض أشياعه إلى ذي بين فدفن بها، ومشهده مشهور مزور، ولأهل النواحي المقاربة له فيه من الاعتقاد والنذور له ما يخرج عن الحدّ.
  وكان قتل الإمام أحمد بن الحسين سنة ست وخمسين وستمائة.
  ومن العجب أن التتار استباحوا بغداد وقتلوا المستعصم بن المستنصر آخر أئمة العباسيين رفسا في غراره، وضربا بالعمد في ذلك اليوم بعينه، وإذا ثبت أنه دسّ عليه الحشيشية فقد شربا كأس الحمام من كرمة واحدة:
  أنهاك أنهاك لا آلوك معذرة ... عن نومة بين ناب الليث والظّفر
  * * *
  ووقع في شعر الإمام الحسن قطابر، ورغافه، فالأول كمساجد بالقاف فالطاء المهملة فالألف، فالموحدة فالراء، والثاني بالراء والغين المعجمة والألف والفاء والهاء كغضارة وهما بلدان باليمن من مساكن خولان حي من قضاعة.
  والحشيشية فرقة من الإسماعيلية، وهم أهل قلعة الموت، بفتح الهمزة وإسكان اللام وضم الميم وإسكان الواو وبعدها تاء مثناة من فوق وهي من بلاد العجم مجاورة لاران وبلاد الديلم، وهم قوم أفرطت شجاعتهم فمتى أراد رئيسهم أرسل واحدا منهم فتزيّا بزيّ طبيب أو منجم أو صاحب كيمياء وصار إلى من
(١) ترجمه المؤلف برقم ٩٦.