[55] الرئيس، مؤيد الدين، فخر الكتاب، أبو
  قال: وروى أنه ألقى المثقال من الأكسير على ألف مثقال فعاد شمسا أو قمرا، لكنه قال من قطعة له:
  ولولا ملوك الحور أصبحت والحصى ... بكفّي أنّى شئت درّ وياقوت
  وذكره ابن خلكان فقال: كان غزير الفضل، لطيف الطبع، فاق أهل عصره بصنعتي النظم والنثر(١)، وذكره غيرهما، وكلّهم شحّوا على لؤلؤ منثوره فلم يوشّحوا به عقيلة الكتب، والشرط في كتابي ذا أن لا أذكر فيه بالذات غير متشيّع، وكان الطغرائي من كبار المتشيعين، وله في هذه المادة [من البسيط]:
  أمّا الزمان ففي تنبيهه عبر ... لولا الغشاوة في أجفان مسبوت
  عصراه قد حذّرا تأكيد سحرهما ... كما سمعت ب «هاروت وماروت»
  أهون بصرفيه من بؤس ومن نعم ... ولا تبال بما يأتي وما يوتي
  ولا تخصّ بمقت بعض سيرته ... فليس في الدهر شيء غير ممقوت
  لو كان يعجبني شيء لأعجبني ... فيه شماتة مبكوت بمبكوت
  أما رأيت حظوظ الدّهر قد عكست ... فالماء للضّبّ والرمضاء للحوت
  ومبسم «ابن رسول اللّه» قد عبثت ... «بنو زياد» بثغر منه منكوت
  فاقنع من الدهر بالميسور تحظ به ... فلا خلاق لما أربى على القوت
  قوت بماء سحاب أمسكا رمقا ... فما التنافس في درّ وياقوت(٢)
  وله في هذا السلك [من الكامل]:
  حبّ اليهود «لآل موسى» ظاهر ... وولاؤهم لبني «أخيه» بادي
  وإمامهم من نسل «هارون» الألى ... بهم اهتدوا ولكل قوم هادي
  وأرى النصارى يكرمون مودّة ... «لنبيّهم» عودا من الأعواد
  وإذا تولّى «آل أحمد» مسلم ... قتلوه أو وسموه بالإلحاد
  هذا هو الدّاء العياء بمثله ... ضلّت حلوم حواضر وبوادي
  لم يحفظوا حقّ النبيّ «محمّد» ... في «آله» واللّه بالمرصاد(٣)
(١) وفيات الأعيان ٢/ ١٨٥.
(٢) كاملة في ديوانه ١٠٣ - ١٠٤.
(٣) ديوانه ١٣٧.