[55] الرئيس، مؤيد الدين، فخر الكتاب، أبو
  أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل
  مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع ... والشمس رأد الضّحى كالشمس في الطفل
  فيم الإقامة بالزوراء لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
  ناء عن الأهل صفر الكف منفرد ... كالسيف عرّي متناه عن الخلل
  ولا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي
  طال اغترابي حتى حنّ راحلتي ... ورحلها وقرى العسّالة الذّبل
  وضجّ من لغب نضوي وعجّ لما ... يلقى ركابي ولجّ الركب في عذلي
  أريد بسطة كفّ أستعين بها ... على قضاء حقوق للعلى قبلي
  والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الغنيمة بعد الكدّ بالقفل
  وذي شطاط كصدر الرّمح معتقل ... بمثله غير هيّاب ولا وكل
  طردت سرح الكرى عن ورد مقلته ... والليل أغرى سوام النوم بالمقل
  والركب ميل على الأكوار من طرب ... صاح وآخر من خمر الكرى ثمل
  فقلت أدعوك للجلّى لتنصرني ... وأنت تخذلني في الحادث الجلل
  تنام عيني وعين النجم ساهرة ... وتستحيل وصبغ الليل لم يحل
  فهل تعين على غيّ هممت به ... والغيّ يزجر أحيانا عن الفشل
  أني أريد طروق الحيّ من «اضم» ... وقد حماه حماة الحيّ من «ثعل»
  يحمون بالبيض والسّمر اللدان به ... سود الغدائر حمر الحلي والحلل
  فسر بنا في ذمام الليل معتسفا ... فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل
  فالحبّ حيث العدى والأسد رابضة ... حول الكناس لها غاب من الأسل
  نؤمّ ناشئة بالجزع قد سقيت ... نصالها بمياه الغنج والكحل
  قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ... ما بالكرائم من جبن ومن بخل
  تبيت نار الهوى منهنّ في كبد ... حرّى ونار القرى منهم على القلل
  يقتلن أنضاء حب لا حراك بها ... وينحرون كرام الخيل والإبل
  يشفى لديغ الغواني في بيوتهم ... بنهلة من لذيذ الخمر والعسل
  لعلّ المامة «بالجزع» ثانية ... يدبّ منها نسيم البرء في علل
  لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت ... برشقة من نبال الأعين النّجل
  ولا أهاب الصّفاح البيض تسعدني ... باللمح من صفحات البيض في الكلل
  ولا أخلّ بغزلان أغازلها ... ولو دهتني أسود الغيل بالغيل
  حبّ السلامة يثني عزم صاحبه ... عن المعالي ويغري المرء بالكسل