نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[56] أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن

صفحة 14 - الجزء 2

  بالممتنع السّهل، وأضحكت من لحية الجدّ سنّ الهزل، فلو زعم معارضته شاعر متأهل لما صعب متقاضي، لم يصفعه كما قال إلّا بحضرة سيدي التنوخي القاضي.

  قال الثعالبي: إن ديوان شعره بالعراق لا تنحط قيمته عن ستين دينارا لتنافسهم في ملحه ووفور رغبتهم فيه، لأنه سلوة المهموم»⁣(⁣١).

  «وكان فريد زمانه في فنّه، فإنه لم يسبق إلى طريقه في الهزل الذي يتوّصل به إلى مديح أكابر الملوك والرؤساء».

  قال: «وديوانه يدخل في عشرة مجلدات وغالبه في الهزل، وله في الجدّ اليد البيضاء. واختصره الشريف الرضي ويعد المعلم الثاني لحكمة الشعر، والمعلم الأوّل، أما مهلهل بن وائل أخو كليب أو امريء القيس، فكل من الاثنين اخترع منهجا لم يسبق إليه وتبعه فيه الناس»⁣(⁣٢).

  ومن أتباعه أبو الرقعمق⁣(⁣٣) لكن ليس له طلاوة شعر أبي عبد اللّه المذكور، وقد سبق ذكره، وصريع الدلاء المشار إليه عند ذكر أبي العلاء⁣(⁣٤).

  وله قصيدة في الجدّ يمدح بها أهل البيت وأوّلها:

  من شروط الصبوح في المهرجان ... خفّة الشغل مع خلوّ المكان

  منها، وقد ذكر آل البيت:

  قد تيقّنت إنهم ينقلوني ... من يدي مالك إلى رضوان

  وما حضرت لي الآن فأكتبها.

  وكان الوزير المهلبي ولّاه حسبة بغداد أيّاما ثم عزله بأبي سعيد الأصطخري الفقيه الشافعي.


(١) يتيمة الدهر ٣/ ٣٤ وفيه اختلاف بالنص.

(٢) وفيات الأعيان ٢/ ١٦٨ وفيه بعض التقديم والتأخير.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ٧.

(٤) ترجمه المؤلف برقم ١٩.