[56] أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن
  قال ابن خلكان: وله في عزله به أبيات هزلية، ولم يذكرها(١).
  قال الثعالبي: ولقد مدح الملوك والأكابر والرؤساء فلم يخلهم من نتائج هزله وفحشه وهو عندهم مقبول الجملة، موفر الحظ من الإنعام والإكرام، يجاب إلى مقترحه من الصلات الجسام، والأعمال النفيسة التي ينقلب منها إلى خير حال، وكان طول عمره يتقلّب معهم في عيشة راضية، ويستمري نعمة صافية.
  ومن شعره يصف نفسه [من الخفيف]:
  حدث السن لم يزل يتلهى ... علمه بالمشايخ الكبراء
  خاطر يصفع الفرزدق في الشع ... ر ونحو ينيك أم الكسائي(٢)
  وقال في شعره [من مجزوء الكامل]:
  شعري الذي أصبحت في ... هـ فضيحة بين الملا
  لا يستجيب لخاطري ... إلا إذا دخل الخلا(٣)
  ومن شعره القليل الفحش وفيه رقّة ولطف [من السريع]:
  فديت بي يا سيدي وحدي ... وعشت ألفي سنة بعدي
  قد رحل النرجس فاشرب على ... محاسن المنثور والورد
  يمزجها لي رشأ أغيد ... بريقة أحلى من الشهد
  نهاية الحرّة حسن استه ... وريقه في غاية البرد
  جنى من البستان لي وردة ... أحسن من إنجازه وعدي
  وقال والوردة في كفّه ... مع قدح أذكى من الندّ
  اشرب هنيئا لك يا عاشقي ... ريقي من كفي على خدّي(٤)
  حسن هذا التشبيه المضمر، أبهى من الحسان السوافر ما بهر، وله في نهجه:
(١) وفيات الأعيان ٢/ ١٦٨ - ١٦٩.
(٢) يتيمة الدهر ٣/ ٣١.
(٣) يتيمة الدهر ٣/ ٣٣.
(٤) يتيمة الدهر ٣/ ٦٨.