نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[56] أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن

صفحة 22 - الجزء 2

  فاقرء لنا سورة الأنفال في عجل ... فكل نفس لما توليه منتظره

  وجه فيها بإحدى عشر سورة.

  وله أيضا مقامة ظريفة في بقرة أحببت ذكرها لظرفها، وإن كان قد اضطر في بعضها إلى ما تفهمه العامّة من الألفاظ فعذره في ذلك عذر ابن الحجّاج، وهي:

  حديث بقرة السيد إسماعيل بن محمد بن زين العابدين، وكانت من المتوكلات على رب العالمين، جوّابة طوّافة كثيرة التنقل من حافة إلى حافة، قالت:

  خرجت في بعض الأيام من المسافل، لالتقاط فضلات المآكل، والتعرّض لما يسّره اللّه من الغساول، فما زلت لطلب المعيشة، أتنقل من ريشة إلى ريشة، حتى ساءت فيّ المقالة، وعرفت بالبقرة الجلّالة، وما في ذلك من باس، فالناس تأكل مع الناس، وليس ذلك بغريب، فللأرض من كأس الكرام نصيب، ولا على عارفات الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار، وكذلك قال من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}⁣(⁣١)، وقال الأول وتفضّل وتطوّل:

  أيا شجرات بالأبيطح من منى ... على شط وادي القاع مشتبكات

  إذا لم يكن فيكن ظل ولا جنا ... فأبعد كن اللّه من شجرات

  فقصدت بقرة السيد محمد بن علي بن إبراهيم على معتقده إنها مثل بقرة والده التي النّصّ على مكارم أخلاقها جلى، فإنها كانت مشهورة بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وكان علفها وماؤها لجميع البقر نهبا، فلما رأتني مقبلة قالت لي: أنت الهنفلة، التي لن تزالي تنتقلي من مزبلة إلى مزبلة، ولا تسامي الأذية، ولا تسكني في سافل ولا حوية، ولا تأخذ أهلك عليك غيرة ولا حميّة، ثم إنها رفعت ذنبها، وأسبلت عينها، وأساءت أدبها، وصعّرت خدّها، وتجاوزت حدّها، وربضت في السافل وحدها، فلما أعرضت عنّي، وانقبضت عنّي، وكادت تنطحني غاب حسّي، ولمّت في قصدها نفسي، وغشيني من


(١) سورة الحشر: الآية ٩.