نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[57] الوزير أبو القاسم، الحسين بن علي بن

صفحة 30 - الجزء 2

  القادر في ذلك المجموع قصيدة من شعره فيها تعصّب شديد للأنصار على المهاجرين حتى تدحرج إلى الإلحاد، وفيها تصريح بالرفض فوجدها القادر تمرة الغراب، وأبرزها إلى ديوان الخلافة فقرأ المجموع القصيدة بمحضر فيه الأعيان والأشراف والقضاة والمعدلين والفقهاء، وشهد أكثرهم أنه خطّه، وأمر بمكاتبة مشرف الدولة بسببه، فهرب أبو القاسم ليلا ومعه بعض غلمانه وجارية كان يهواها ويتخطاها، ومضى إلى البطيحة، ثم منها إلى الشام ومات في طريقه، وأوصى أن تحمل جثته إلى مشهد علي # فحملت في تابوت ومعها خفر العرب حتى دفن بالمشهد.

  قال أبو حامد بن أبي الحديد: وكنت برهة أسأل النقيب عن القصيدة وهو يدافعني حتى أملاها بعد حين، ثم أورد بعضها لأنه لم يستجز أن يورد كلها.

  قلت: وهي على منوال أبيات نشوان⁣(⁣١) التي مرّت في ترجمة الداعي ابن الأنف، فمما أورده الأستاذ أبو حامد منها:

  نحن الذين بنا استجار فلم يضع ... فينا وأصبح في أعزّ جوار

  بسيوفنا أمست سخينة برّكا ... في بدرها كعقيرة الجزّار

  ولنحن في أحد سمحنا دونه ... بنفوسنا للموت خوف العار

  فنجا بمهجته ولولا ذبّنا ... عنه تنشب في مخالب ضاري

  ومنها:

  أفنحن أولى بالخلافة بعده ... أم عبد تيم حامل الأوزار

  ما الأمر إلّا أمرنا ولسعدنا ... زفّت عروس الملك غير نوار

  لكنّما حدّ النفوس وشحّها ... وتذاكر الأدخال والأوتار

  أفضى إلى هرج ومرج فانبرت ... عشواء خابطة بغير نهار

  وتداولتها أربع لولا أبو ... حسن لقلت لؤمت من أستار

  من عاجز ضرع ومن ذي غلظة ... جاف ومن ذي لوثة جوّار

  ثم ارتدى المحروم فضل ردائها ... فغلت مراجل أجنة وأنار⁣(⁣٢)


(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) في هامش ج: «المحروم حقّه الذي خصّه اللّه ورسوله وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه وسلامه عليه».