[57] الوزير أبو القاسم، الحسين بن علي بن
  ومن شعر الوزير أبي القاسم في غلام جميل حلقوا شعره:
  حلقوا شعره ليكسوه قبحا ... غيرة منهم عليه وشحّا
  كان صبحا عليه ليل بهيم ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا(١)
  وله أيضا في الوعظ:
  إنّي أبثّك عن حدي ... ثي والحديث له شجون
  غيّرت موضع مرقدي ... ليلا فأرّقني(٢) السّكون
  قل لي فأوّل ليلة ... في القبر كيف ترى تكون(٣)
  ومن شعره أيضا:
  أقول لها والعيس تحدج(٤) للسّرى ... أعدّي لفقدي ما استطعت من الصبر
  سأنفق ريعان الشبيبة جاهدا ... على طلب العلياء أو طلب الأجر
  أليس من الخسران أنّ لياليا ... تمرّ بلا نفع وتحسب من عمري(٥)
  ولعمري ما أضاع أيامه من كانت همّته تلك الهمّة.
  وذكر ابن خلكان: أن أبا عبد اللّه محمد بن أحمد، صاحب ديوان الجيش بمصر، كتب إلى الوزير أبي القاسم المذكور لما ولد له عبد الحميد بن الحسين من أبيات:
  قد أطلع الفأل منه معنى ... يدركه العالم الذكىّ
  رأيت جدّ الفتى عليّا ... فقلت جدّ الفتى عليّ(٦)
  قلت أنا: أخذ المعنى من قول أبي العلاء:
  سألن فقلن مقصدنا سعيد ... فكان اسم الأمير لهن فالا
  وقد استعمل معنى الأول السيد محمد بن عمر بن عبد الوهاب العرضي
(١) وفيات الأعيان ٢/ ١٧٤.
(٢) في معجم الأدباء: «ففارقني».
(٣) معجم الأدباء ١٠/ ٨٩ - ٩٠، وفيات الأعيان ٢/ ١٧٤.
(٤) تحدج: يشدّ عليها الحدج، وهو مركب للنساء كالمحفة والحمل أيضا.
(٥) معجم الأدباء ١٠/ ٨٨، وفيات الأعيان ٢/ ١٧٤.
(٦) وفيات الأعيان ٢/ ١٧٤.